سيدي قابوس.. وصولك غالٍ

سالم الصولي

تحتفل السلطنة هذه الأيام بعودة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- إلى أرض الوطن سالمًا معافى، والمقدم الميمون هو بمثابة عيد وطني كبير، فهو ليس كالاحتفال بالأعياد الوطنية المعتادة، والمألوفة التي تعايش معها الشعب العماني منذ بزوغ النور والنهضة المباركة لعمان الجديدة في كل عام بل يعيش الشعب ويحتفل هذه الأيام بوصول صاحب الجلالة المفدى بعد أن منّ الله تعالى عليه بالشفاء ونعمة الصحة والعافية وظهور النتائج الطبيّة والفحوصات المطمئنة لجلالته، حفظه الله ورعاه.. فقابوس هو راعي النهضة العمانية والدولة العصرية الشامخة التي بناها بيده الكريمة وهي عمان الوطن الكبير الذي صاغه بإرادته القوية وعزيمته الصادقة بكل إخلاص وتفان.. فمنذ عام 1970م وحتى يومنا هذا قابوس المفدى يمد يد جسور الود والمحبة ويفتح آفاقا جديدة للتعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف دول العالم وفق أسس راسخة ومعاير ثابتة من منظوم الاحترام المتبادل بين الدول وعدم التدخل في كافة الشؤون الداخلية للغير واحترام علاقات الود وحسن الجوار واعتماد الحوار سبيلا لحل كل الخلافات والمنازعات بين مختلف الأطراف، ومن هذا المنطلق وحرصا منه - حفظه الله - على الصعيد الداخلي فقد اهتم حفظه الله ورعاه بالمواطن العماني من الناحية التعليمية في كافة مراحلها المختلفة وتوفير مختلف المهارات والمعارف للمساهمة في بناء الوطن بكوادر بشرية بمختلف مؤهلاتها التي تلبي احتياجات مسيرة التنمية للدولة حاضراً ومستقبلاً، وعلى سبيل المثال للحصر فقد رفع سقف الميزانية المخصصة للإنماء المهني للهيئات التدريسية والوظائف المرتبطة بها في الحقل التربوي إلى أكثر من 3 أضعاف، وذلك من أجل دعم البرمجة التدريبية للهيئات التدريسية والوظائف الأخرى المرتبطة بها لتعمل على تحسين وجودة العمل والأداء التعليمي في المدارس وتطوير المسيرة التنموية بخطى واثقة ومدروسة من أجل بناء حاضر مُشرق عظيم وإعداد مستقبل زاهر كريم بقيادته حفظة الله وسدد على الخير خطاه والذي قاد مسيرة عمان بكل حنكة وحكمة واقتدار حيث شكل المواطن العماني على امتداد سنوات النهضة العمانية الحديثة حجر الزاوية والقوة الدافعة للحركة والانطلاق على كافة المستويات وفي كل المجالات والأصعدة، ومثلت الثقة العميقة والرعاية الدائمة والمتواصلة له من لدن جلالته ركيزة أساسية من ركائز التنمية الشاملة للوطن وهو ما أشار إليه في كلمته بمناسبة افتتاح الفترة الخامسة لمجلس عمان بقوله: "لقد أكدنا دائماً اهتمامنا المستمر بتنمية الموارد البشرية" وذكر جلالته أيضا أنّ الإنسان العماني هو حجر الزاوية في هرم البناء التنموي ويحظى بالأولوية القصوى في خطط وبرامج الحكومة وهو قطب الرحى الذي تدور حوله كل أنواع التنمية إذ أن غايتنا هي جميعاً سعادته وتوفير أسباب العيش الكريم له وضمان أمنه واستقراره وسلامته..

حفظ الله قابوس أينما كان وأمدّ الله في عمره لكي يرفد هذا البلد بالمزيد من النماء و الازدهار.

تعليق عبر الفيس بوك