لقاء البحث عن الكبرياء

محمد العليان

انتهت مرحلة الحسابات والنقاط بلا مفاجأة كبيرة، وواصلت الأندية الكبيرة أو الكبار طريقهم وتألقهم في دور الـ 8 من أبطال أوروبا، وتم تجاوزه بطريقة متوقعة. فالمراحل الصعبة التي مرت بها الفرق كالديربي الإسباني المدريدي لم تمنع ريال مدريد من التأهل إلى دور الأربعة؟ وقد أسفرت القرعة لهذا الدور لبطولة الأندية الأوروبية عن لقاءات ومباريات صعبة ونارية، وبعضها متوسط حيث سيلعب ريال مدريد الأسباني حامل اللقب في الموسم الماضي أمام اليوفي الإيطالي، واللقاء الآخر والذي نحن بصدد الحديث عنه كونه له حالة وحسابات خاصة سيكون بين برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني؛ في موقعة نارية وثأرية لا تقبل القسمة على اثنين، حيث تحمل هذه المواجهة عبئًا ثقيلا باعتبارها نهائي مبكرا خاصة لفريق برشلونة وفي ذهنه ذكريات وكابوس المباراة السباعية قبل عامين مع البايرن، حين التقيا في البطولة نفسها والتي خسر فيها برشلونة بسباعية في لقائي الذهاب والإياب كنتيجة ثقيلة لم تكن في الحسبان ولا في الأحلام. ولذلك يختلف الوضع تمامًا الآن بالنسبة لفريق برشلونة ولهذه المباراة أيضًا؛ حيث يعيش الفريق الكاتلوني أزهى وأحلى أيّامه الكروية سواء على مستوى النتائج أم الأداء، أمّا فريق البايرن فهو يعيش فترة استقرار خاصة بعد أن فاز ببطولة البوندسليجا مبكرًا، وهذا التتويج سوف يخفف عن الفريق الضغوطات والإرهاق الذهني والبدني وسيتفرغ للقاء البرشا بكل حواسه لينافس ويحرز اللقب أو كبداية يزيح الفريق الكاتلوني من أمام طريقه لثاني مرة وتأكيدا لتفوقه عليه. أما البرشا فسيسعى لإعادة الكبرياء المفقود أمام البايرن ولايريد أن يعيد الكارثة مرة أخرى(السباعية) ولذلك يعد اللقاء ثأريا. من جانبها ستحرض الجماهير الكاتالونية اللاعبين، وتطالبهم باستعادة المجد من جديد والفوز على البايرن, رغم أنّ الفريق يعيش في هذه الفترة أياما جميلة بارتفاع مستوى لاعبيه وخاصة الثلاثي الناري ومثلث الرعب (ميسي, نيمار, سواريس) هؤلاء هم مصدر الفرحة في الفريق، وأن عليهم حملا كبيرا ومهمة صعبة لإقصاء البايرن ورد الاعتبار وألا يتركوا فرصة للتكهنات والاحتمالات حتى لا تتلاعب بمصير الفريق الكاتالوني، وأن خسارة الفريق الماضية ماهي إلا مجرد كبوة جواد.

من المفارقات أيضا أنّ مدرب البايرن الحالي الأسباني جوارديولا هو المدرب السابق لفريق برشلونة، وكذلك مدرب برشلونة أنريكي كان لاعبًا في البرشا وزامن جوارديولا كصديقين ولاعبين في الفريق، ولكن هذه المرة هما متنافسان خارج الملعب كمدربين وليس لاعبين كما في السابق، فهل سيعيد اللقاء البسمة والفرحة من جديد لفريق برشلونة ويعود الكبرياء من جديد أم أن فريق البايرن مازال يحلم بنفس الفرحة والابتسامة كما كانت قبل عامين؟ أم ستكون عبارة (يوم حلو.. يوم مر) حاضرة في اللقائين؟

اللقاء سيكون فعلا سيناريو عنوانه عودة الكبرياء وقمة وفوز يساوي اللقب؟

آخر الكلام (في ابتسامة المرأة عظمة الحياة وجمالها, وفي عينيها دهاؤها وعمقها).

تعليق عبر الفيس بوك