المحطة الأخيرة قبل نهائي "برلين"

حسين الغافري

وصلنا للحظات الحسم في دوري أبطال أوروبا هذا العام. عشنا سوية تفاصيل الأحداث واستمتعنا بكرة قدم حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. نطمح أن نُشاهد ولو جزءاً منها على أرضنا وفي دورينا المحلي، وحتى لا نكون مبالغين وطماعين بشكل كبير، حيث لا يمكن أن نُطالب بين ليلةٍ وضحاها بمستويات عالية كالكرة كالتي نشاهدها في دوري أبطال أوروبا، ولكن لا بأس ولو تعلمنا منهم كل سُبل هذه الطفرة الرياضية وتمعّنا فيها واستوردنا منها الكثير والكثير حسب الإمكانيات المتاحة.. نمني أنفسنا - كالعادة- بأمنيات تحملها قلوب تواقة طامحة لأن يُحلق حلمها الوردي إلى فضاءات صلبة خضراء ترسم هذه الطموحات واقعاً ملموساً بغدٍ مُشرق.

كما كان مُنتظرا فقد جرت القرعة بأجواء احتفالية غلب عليها طابع البساطة داخل مقر اتحاد اللعبة بمدينة نيون السويسرية. قرعة أسفرت عن لقاءات ثقيلة مُنتظرة سيعيش معها محبو الكرة في كل مكان ندية وحماس كبيرين كالعادة. برشلونة سيعيش أوقاتا بجدول مزدحم في ظل سعيه من أجل لقب الثلاثية التاريخية في عام 2009م ومع منافس يعلم خبايا البيت الكتلوني بكل تفاصيله كجوارديولا الإسباني الذي قاد دفة الألقاب آنذاك.. إنّه الأسباني جوارديولا مدرب بايرن ميونيخ الألماني. بالمتابعة لتطورات بايرن ميونيخ هذا العام فالفريق يبدو جاد في مسألة تحقيق الثلاثية التاريخية خصوصاً بعد العرض الملفت الذي حققه في لقاء الإياب من الدور المنصرم للبطولة الأوروبية أمام بورتو البرتغالي ورد الصاع صاعين بعد "نصف درزن" من الأهداف أظهرت الفريق بصورة مخيفة لخصومه الجدد في مقاطعة كتلونيا. من ناحيته يبدو برشلونة هو الآخر يصبو لتكرار الثلاثية المتمثلة في الدوري والكأس ولقب دوري الأبطال. والمؤشرات جلية حتى الآن لتماسكه في بطولة الدوري وتجاوزه محطة إسبانيول في لقاء ديربي الإقليم الكتلوني.. فوز جديد وهام جاء في سلسلة لقاءات شهر أبريل الكثيف وقد حقق فيه الفريق المطلوب على التمام بأكمل صورة. ومؤكد أن لقاء برشلونة ببايرن منعطف حساس بين مدرستين تتشابهان في الأسلوب والتكتيك وهو الهجوم ومن ثم الهجوم لا غير، مما يعني حضور الأهداف بشكل كبير.

أكثر ما سيثير الاهتمام، لقاء ريال مدريد بيوفنتوس، الفريق الإيطالي يظهر بشكل المتفرغ للبطولة الأوروبية حيث إنه ضمن وبشكل كبير لقب الدوري المحلي "بسهولة" إن صح التعبير فيها؛ لضعف المنافسين تارة وقوة مجموعته عن بقية أندية الدوري تارةً أخرى!. وقبل القرعة تداول بعض المغردين في تويتر شكل اليوفنتوس كصيد أليف وثلاثة أسود تتربص بالظفر فيه، وهو وصف مبالغ فيه حقيقة إذا ما شاهدنا خطوات الفريق لنصف النهائي حتى الآن. يوفنتوس قد يخلق المفاجأة ويزيح الفريق الملكي حامل اللقب. وقد نشاهد الملكي يرفع اللقب الحادي عشر والثاني توالياً، بعد إقصائه لأتلتيكو مدريد في مباراة صعبة خاضها الريال في ظل الإصابات التي عصفت بالفريق في ذلك الوقت. شخصياً أرى بأن الأربعة أندية جميعها تملك الحظوظ متساوية ومسألة حصد اللقب تبدو واردة ومتاحة للجميع. الوضع يبشر قبل البحث في هوية أطراف النهائي إلى مباريات عملاقة من نوع "خمس نجوم". الكرة الحقيقية ستتلخص في أربعة لقاءات قبل التوجه إلى برلين لمباراة النهائي. ولكن قبل ذلك، نصف النهائي يعد بالكثير.. لننتظر ونرى.

تعليق عبر الفيس بوك