إعلان دول التحالف عن انتهاء عملية عاصفة الحزم وبدء عمليات إعادة الأمل، قوبل بارتياح واسع من كافة الأوساط الحادبة على مصلحة هذا البلد الذي بات نهباً للصراعات، وأسيرا للمماحكات التي تهدد استقراره، وتنسف أمن سكانه..
نعم.. لقد تنفس الجميع الصعداء مع الإعلان عن انتهاء عمليات عاصفة الحزم، باعتبار أن هذا الوقف النهائي للعمليات يتيح الفرصة، ويفتح الأبواب للمساعي السلمية لوضع حد للأزمة التي استفحلت وأضرت كثيرًا باستقرار اليمن وأمن مواطنيه ..وبغض النظر عن أهداف عاصفة الحزم، وما تم تحقيقه منها، إلا أن وقفها يُعد بداية مرحلة جديدة ينبغي أن تكرس فيها الجهود للبناء والتعمير، وليست للخراب والتدمير..
مرحلة ترتفع فيها أصوات معاول البناء، بدلاً من دوي المدافع وأصوات الانفجارات ..
ولا شك أنه من الأهمية بمكان، بعد الإعلان عن انتهاء عمليات عاصفة الحزم، عقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني وإقالة عثرته، وتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب اليمني..
والبنود التي رشحت عن مكونات عملية "إعادة الأمل" تبعث فعلا على التفاؤل في إمكانية إعادة بناء اليمن بعد وقف الحرب التي تستنزف موارده، وتنال من عوامل قوته، وتضعف موقفه في مواجهة التحديات..
ولعل التأكيد على أولوية استعادة مسار العملية السياسية وفق القرار الأممي 2216 بداية صحيحة لترتيب البيت اليمني، وإعادة اللحمة الوطنية إلى سابق عهدها من التماسك والتلاحم ونبذ العوامل المؤدية إلى الاحتراب ..
والشاهد أنّ ديمومة الاستقرار في اليمن تتطلب تدابير عديدة من بينها عودة السلطة الشرعية إلى اليمن وانسحاب الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح من جميع المدن مع إعادة العتاد العسكري للجيش النظامي، إضافة إلى المسارعة بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بما يكفل إزالة الاحتقانات بين أطراف العملية السياسية في اليمن على أن يسبق ذلك إجراء عاجل يتمثل في تشكيل حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه ومكوناته، وضمان المشاركة لجماعة الحوثي في الحياة السياسية بطرق شرعية من خلال التحول إلى حزب سياسي ..
ويبقى أن مقترح إدخال اليمن في منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من شأنه أن يسهم في احتواء وحل العديد من الإشكالات والتحديات خاصة الاقتصادية، والتي تعتبر عاملا مغذيا للتوترات والصراعات.