صالونات التجميل.. من وضع المساحيق إلى عوالم التطبيب

الهنائية: لا حرج من عمليات التجميل إذا كانت لدواع صحية فحفظ النفس من مقاصد الشريعة

الربعانية: البحث عن النضارة والشباب أبرز دوافع ارتياد مراكز التجميل

السعدية: ضررها أكثر من نفعها وربما تؤدي للوفاة

المعمرية: العُقَد النفسيّة وراء كثير من عمليات التجميل

الهنائي: لن ارتبط بفتاة لا همّ لها سوى الانشغال بصرعات الموضة والجمال

 

خبيرات تجميل وأطباء بصالونات التجميل

 

أجمع عدد ممن استطلعت الرؤية آراهم حول الانجرار وراء صرعة عمليات التجميلعلى أن الملابس والأكسسوارات لم تعد المظاهر الجمالية الوحيدة في هذا العصر، ولفتوا إلى تغير معايير الجمال التي باتت العمليات التجميلية أحد أهم معاييرها، وعزوا انشغال بعضهن بالتجميل والاهتمام بالظاهر دون الجوهر إلى الشعور بالنقص وانعدام الثقة في النفس والرضا بما قسمه المولى عز وجل. وأشاروا إلى أن تدافع النساء على المراكز وعمليات التجميل من شأنه أن يخلف آثارًا سالبة كالتشوهات الخلقية والأمراض، محذرين من أنّ تلك العمليات ربما تكون طريق المرأة نحو وادي الموت.

 

 

الرؤية - عهود المقبالية

 

وتقول رقية بنت يعقوب الهنائية مرشدة دينية بولاية بهلا: هناك عدة أسباب تجعل عمليات التجميل هي أولى خيارات المرأة منها الترويج لها إعلاميًا وطبيًا حتى أصبح لدى المرأة قناعة تامة بأنّها العلاج الوحيد والمثالي لها. وتضيف: أن عمليات التجميل لا تعد محرمة إذا كانت هناك ضرورة صحية تفرضها، فحفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، شريطة ألا تتجاوز هذه العمليات الدواعي الصحيّة إلى دواعي جماليّة لا داعي لها. فتصبح العمليات تغيرًا لخلق الله كمن تقوم بنفخ الشفايف أو تصغير الأنف. ويعتبر نفسيًا إذا كانت المرأة لا تعاني من مشكلة حقيقية تستدعي منها الخضوع واللجوء لهذا النوع من العمليّات، ومن أهم هذه الدواعي عدم الثقة بالنفس، الشعور بالنقص، أو عدم الرضا بما تمتلكه من محاسن، أو الخضوع لهذه العمليات إرضاءً للطرف الآخر أو تقليدًا وتشبها بالغير.
وتابعت: نسبة انتشار هذه العمليات يعتمد على ثقافة المجتمع وقناعاته، واهتمام الأفراد ووجهة نظرهم، وإمكانياتهم المادية ومدى تطور وانتشار هذه المراكز. وتعتمد نتائج هذه العمليات على من يقوم بها ومدى تمكنه وخبرته وقدراته العلمية في التخصص، كما أنّ نتائجها تعتمد بشكل كبير على نوع المشكلة التي تعاني منها المرأة ذاتها. فبالإضافة للدوافع الصحية توجد دوافع نفسية وأخرى شكلية تُعنى برغبة المرأة في مواكبة تطورات الساحة وصيحات الموضة.

وتحدثت دﻻل عبدالله الربعانية رائدة أعمال عن الأسباب التي تجعل عمليات التجميل أول اختيار للمرأة، وقالت: إن البحث عن التغير من حيث الشكل والمظهر لا يعتبر محرمًا إذا كان في حدود الانضباط الأخلاقي. وترى أن المرأة تتوجه إلى مراكز التجميل في حالة الضغوطات وبغرض التغيير والترويح عن النفس. أمّا بالنسبة لانتشار مراكز التجميل المتخصصة فاعتقد أنّها بنسبة 50%.

 

معالجة للتشوهات والأمراض

وتضيف: لو لم تستفد المرأة من عمليات التجميل لما لاحظنا استمرارية عملها وانتشار هذه المراكز خاصة وأنّها تعتبر أحيانًا معالجة لكثير من الحالات الصحيّة مثل التشوهات وغيرها من الأمراض التي تعاني منها المرأة. وفي ما يخص الدوافع التي تجعل المرأة تتوجه إلى عيادات التجميل فأعتقد أنها تدور حول البحث عن النضارة والشباب وفي بعض الأحيان العلاج.

وترى نورا السعدية أنّ التجميل سمة تتنافس عليها كل أنثى، والمستحضرات التجميلية تبرز ذلك الجمال ولكن ليس بشكل دائم وأحيانًا كثيرة ليس بالشكل المرغوب، إضافة إلى ذلك فإنّها تأخذ وقتا طويلا جدًا للوصول إلى النتيجة المرغوب بها وهذا بالنسبة للمستحضرات الكيماوية، لذلك أرى أنّ هذه العمليات أنسب وأسرع حل. في السابق كانت هذه المراكز تندرج تحت مسمى "الصالونات التجميلية" أو المشغل كما يطلق عليها البعض، وكانت تختص بوضع مساحيق التجميل فقط لمناسبة معيّنة، ولكنّها اليوم أصبحت مثل "المراكز الصحية" التي تعالج كل مريض بفيروس "عمليات التجميل"، وأصبحت تختص بالجراحة ووصف الأدوية منها الطبية والشعبية تحت إشراف خبيرات تجميل وأطباء مختصين في هذا المجال.
وتضيف: قد يكون الغرض من عمليات التجميل أو جراحة التجميل يتراوح ما بين الوظيفية والتجميلية، فمن جانب الوظيفية أعتقد أنها تختص بجراحة التكميم والتكميل كالتشوهات وعلاج الحروق لذلك هي لا تندرج إلى مسمى المحرمة، أمّا الجانب الآخر وهي التجميلية كتغيير في هيئة المرء وهذا شيء متعارف عليه وأنّه تدخل وتلاعب بخلق الرحمن القدير.

تغير معايير الجمال

وتشير السعدية إلى أن الموضة وصرعاتها استدرجت مرضاها لإجراء جراحات تجميلية وزيارة عيادات ومراكز التجميل، فالملابس والأكسسوارات لم تعد للبعض "موضة" و"صيحة" لمواكبة هذا العصر بقدر العمليات التجميلية وقدرتها في إظهار النتائج المذهلة.

وتابعت: من وجهة نظري أنّ اضرار وسلبيات هذه العمليات أكبر بكثير من إيجابياتها ونفعها، فمثلا في حالة عدم نجاح العملية قد تتشوه المرأة وتصل إلى حالات الحروق ومشاكل صحية إضافة إلى أن خطورتها تصل إلى الوفاه .

 

عقد نفسيّة

من جهتها قالت مريم المعمرية إن عمليات التجميل أصبحت أمرًا شبه طبيعي تتنافس عليه النساء، وللأسف الشديد أن بعضهن يجري تلك العمليات بدافع العُقَد النفسية الناجمة عن تشوّه بعض الملامح لاسيما تلك النسوة اللاتي تعرضن لحادثة معينة، أمّا الأسباب الأخرى كالرغبة في زيادة الجمال مثلا فلا أظن أنها ضرورة من ضروريات الحياة بل هي عائق نفسي لم تستطع المرأة تخطيه.
وتضيف: للأسف هناك من يعتقد أن المظهر الخارجي أهم شيء في الحياة دون المعنوي، وهذه مشكلة نفسيّة تدفع بعضهن للخضوع لتجربة إجراء عمليات التجميل، نعم التوجه نحو مراكز التجميل والتزين أمر جميل، ولكن يجب ألا نكثر منه وأن يكون وفق ضوابط أخلاقية المفرطة لاتودي بحياتها أو تقودها إلى التغيير الكلي.

أما محمد عبدالله الهنائي فيقول: من وجهة نظري كشاب استطيع القول إن الشاب لا يبحث في المرأة عن الجمال ولا يعتبر الجمال كل شيء، وسوف يأتي يوم ويذهب كل ذلك الجمال أدراج الرياح، وبالرجوع إلى السنة النبوية فقد ذكر الحديث النبوي في معناه أنّ المرأة تنكح لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك، ولم يقدم الحديث الجمال على غيره في بداية الحديث.. وأوضح الهنائي عدم رغبته في الزواج من أمراة تعشق عمليات التجميل الجراحية ولاهم لها طوال اليوم سوى الانشغال بجمالها وزينتها، فالجمال عنده هو جمال النفوس والأخلاق، والجوهر هو أهم من المظهر لأنّه ما يبقى أمّا الجمال فتذروه الرياح مع الأيام.

ويرى الهنائي أنّ عمليات التجميل ليست الحل الأمثل للمرأة، ويجب أن تمتلك النساء الثقة الكاملة في نفوسهن وشكلهن، وألا ينجرفن وراء صرعات الموضة التي تعرض على شاشات التلفاز وبرامج التواصل الاجتماعي وغيرها من منتديات التجميل. وحول النتائج المترتبة على عمليات التجميل يرى الهنائي أن لعمليات التجميل نتائج سلبية، وقد تكون مرضية أحيانا وقد تصل إلى حد الموت.

تعليق عبر الفيس بوك