البحر المتوسط يبتلع جثث 1100 مهاجر في أسبوع.. وقمة استثنائية أوروبية غدا لبحث تطورات الأزمة

عواصم - الوكالات

أعلنت المنظمة الدولية للهجرات، أنَّ سفينة تقل أكثر من 300 شخص غرقت أمس في البحر المتوسط.. موضحة أنها تلقت طلبا للمساعدة من قبل شخص على متن المركب.. وهو الحادث الثاني خلال الأسبوع الجاري بعد مأساة غرق 800 شخص قبالة ساحل ليبيا من أصل 950 مهاجرا غير شرعي، يوم الأحد الماضي.

ويعيش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، منذ 3 أيام، حالة استنفار شديد؛ لوقف نزيف "غرق المهاجرين في البحر المتوسط"؛ عبر تكثيف عمليات الإنقاذ وإلقاء القبض على المهربين. وعلى الفور، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عقد قمة استثنائية أوروبية، غدًا، في بروكسل؛ لبحث مسألة المهاجرين غير الشرعيين بعد الحوادث الأخيرة قبالة السواحل الليبية. وكتب توسك في تغريدة على تويتر: "قررت عقد قمة أوروبية استثنائية الخميس حول مسالة الوضع في المتوسط".. وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي قد دعا ي وقت سابق إلى قمة مماثلة لقيت دعم العديد من القادة الأوروبيين.

وقالت المنظمة -التي تتخذ من جنيف مقراً لها- لوسائل الإعلام، إنَّ مكتبها في روما "تلقى طلب مساعدة من مركب في المياه الدولية.. الشخص الذي اتصل قال إن هناك أكثر من 300 شخص على المركب الذي يستقله والذي يغرق حالياً".

فيما اعتقلت السلطات الإيطالية رُبان القارب الغارق قبالة السواحل الليبية وأحد أفراد طاقمه، وذلك بعد هلاك مئات المهاجرين في البحر. وكان الرجلان، المعتقلان للاشتباه في تهريب البشر، ضمن 27 ناجيا وصلوا الاثنين إلى صقلية بعد انقلاب القارب وغرقه يوم الأحد الماضي. ويأتي اعتقال الرجلين بعد إعلان الاتحاد الأوروبي مجموعة من التدابير تهدف إلى تخفيف أزمة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.

ومن المقرر تعزيز عمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى تنفيذ حملة لتدمير القوارب التي يستخدمها المهربون.

وقال وزير البنى التحتية جرازيانو دلريو، إنَّ المدعي العام في كاتانيا بجزيرة صقلية، جويفاني سالفي، أمر باعتقال رجلين وصلا إلى الميناء على متن سفينة تابعة لحرس السواحل. وذكر مسؤولون آخرون أن الرجلين هما ربان القارب، وهو تونسي الجنسية، ومساعده، وهو سوري. وأشار دلريو أن السلطات الإيطالية فتحت تحقيقا في ارتكاب جريمة قتل بخصوص الحادث.

ومن جهته، ذكر سالفي أن مئات المهاجرين كانوا مكدسين في باطن القارب، فيما كان مئات آخرون مكدسين على ظهرها. وعقب الحديث مع الناجين، أعلنت وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن نحو 800 شخص قضوا نحبهم في الكارثة.

وقالت كارلوتا سامي مفوضة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيطاليا "كان هناك أكثر من 800 شخص بقليل على متن القارب، بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و12 عاما." وأضافت "كان هناك سوريون.. ونحو 150 من إريتريا والصومال."

ونقل راديو "سوا" الأمريكي، أمس، عن المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيطاليا كارلوتا سامي قولها "بإمكاننا أن نقول أن 800 شخص قضوا في الحادث" في حصيلة سرعان ما أكدها المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو.

وتمكن ممثلون عن المفوضية والمنظمة من إجراء مقابلات مع غالبية الناجين 27 الذين وصلوا إلى مرفأ كاتانيا قرابة منتصف ليل أمس الأول. وقالت سامي: "أجرينا مقارنات بين إفادات الناجين، وكان هناك أكثر بقليل من 800 شخص على متن السفينة، بينهم أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و12 عاما، سوريون، وحوالي 150 أريتريا وصوماليون أبحروا من طرابلس السبت الماضي".

ومن جهته، قال دي جياكومو: "إن الناجين هم من مالي وجامبيا والسنغال والصومال وأريتريا وبنجلاديش، مشيرا إلى أن بين هؤلاء أربعة قاصرين"، وتم نقل الناجون إلى مراكز إيواء في المنطقة.

وبحسب إفادات الناجين، فإنَّ سفينة الصيد التي كانوا على متنها غرقت بسبب فقدانها توازنها نتيجة لتحرك جموع المهاجرين الذين كانوا على متنها لدى اقتراب سفينة شحن برتغالية أتت لنجدتها. وكان خفر السواحل الإيطاليون قد أعلنوا انتشال 24 جثة دون أن يؤكدوا حصيلة القتلى. واتهمت النيابة العامة الإيطالية قبطان السفينة المنكوبة وأحد أفراد طاقمها بالإتجار في البشر، وذلك بعد أن نجيا من حادثة الغرق التي أسفرت عن مصرع نحو 800 مهاجر.

جدير بالذكر أنه حتى الآن (العام الجاري) لقي أكثر من 900 شخص مصرعهم في محاولات عبور البحر المتوسط في قوارب مماثلة.. منهم ما يقارب الـ400 شخص في الأسبوع الماضي في حادثة واحدة.

تعليق عبر الفيس بوك