المجتمع المدني.. القطاع الثالث

إيمان بنت الصافي الحريبي

نعلم أنّ التنمية لا يمكن أن تقوم إلا بتضافر الجهود في كافة القطاعات، وعبر سنوات النهضة المباركة كان للحكومة وتلا ذلك القطاع الخاص دور لافت في تعزيز التنمية، ورفد الاقتصاد والنهوض بالسلطنة في كافة الجوانب، ويضاف إلى تلك القطاعات قطاع ثالث وهو المجتمع المدني وهو المكون الجديد الناشئ الذي يعوّل عليه الكثير ليسهم مع بقية القطاعات لمواصلة مسيرة البناء كما وجّه عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - ويسعى القطاعان الحكومي والخاص لأن يأخذا بيد القطاع الثالث ليكون أكثر كفاءة وتمكينا ليقف بثبات ويؤدي دوره المنوط به على أكمل وجه وذلك لما له من دور كبير كعنصر شريك ورديف فيها التنمية، وحتى نضمن فاعلية هذه المؤسسات بكافة مجالاتها وتخصصاتها لابد أن يتم نشر الوعي بأهمية مثل هه المؤسسات بشكل منهجي ومدروس ولعل تقديم هذه جرعات العمل التطوعي للطلبة في المدارس والكليات والجامعات بشكل منهجي يدرس ويتبعه تطبيق عملي أو تدريب يقوم به الطلبة أو المتطوعون في مؤسسات المجتمع المدني المختلفة سيثري تجارب هؤلاء الشباب وسيخرجون بعد هذه التجربة بروح ملؤها العطاء وحب العمل التطوعي كثقافة وسلوك. ولا يمكن القول إنّه لا يوجد هناك وعي بين فئات المجتمع بأهمية المشاركة في مثل هذه المؤسسات فحب العمل التطوعي أمر فطريّ فُطر عليه العمانيون أبا عن جد نقلوا فيه للأجيال المتعاقبة مفهوم الحفاظ على المنجزات ليس بالمعنى المادي وحسب وإنما ضمنوا المحافظة على القيم والمحافظة عليها ونقل الموروثات والروح الوطنية وقيم العمل وما في حكمها من قيم أساسية والتي من بينها التعاون والإخاء والمودة والتراحم والعمل التطوعي وحب الخير والمساعدة وغيرها.

ولكن يجب أن نقول بأنّ العملية تحتاج إلى إطار واضح يوضح عملية المشاركة وكيفيتها ويتم بناء على ذلك صياغة المبادرات الداعمة للمجتمع والتي تزيد من وعي المجتمع بأهميّة المشاركة في مثل هذه المؤسسات من جانب وتعزز من جانب آخر دور هذه المؤسسات في التنمية من جانب آخر. كما أنّ على المؤسسات الحكومية وكذلك مؤسسات القطاع الخاص إتاحة المجال للخبرات الموجودة في مثل هذه المؤسسات لاسيما المهنية واللجوء إليها لصياغة الأفكار والمبادرات المجتمعية وذلك في إطار الشراكة المرجوة ما بين هذه القطاعات الرئيسية الثلاث لتعزيز جملة من المفاهيم والركائز ولعلّ أبرزها تقديم سلسلة من برامج المسؤولية الاجتماعية ذات الطابع المستدام الذي يخدم الاقتصاد ويدعم الحياة الاجتماعية والثقافية وغيرها. ولعل من سبل إنجاح التوعيّة بأهميّة المشاركة ضمن برامج وعضوية مؤسسات المجتمع المدني المختلفة.

ولا يمكننا كذلك أن نغفل الدور المميز لمؤسسات المجتمع المدني على امتداد ربوع السلطنة الحبيبة فهي تبلي بلاءًا حسنًا في تطوير نفسها وتجويد أعمالها و لكن الأمر يستدعي المزيد من الدعم والمشاركة الإيجابية والتواصل مع فئات المجتمع المختلفة وأن تعرف هذه الجمعيات بنفسها.

احتضان الشباب والعمل الإبداعي والابتكار سيكون عنوانا لافتًا لمرحلة قادمة لدور رائد لهذه المؤسسات التي يقدر من فيها أهميّة العمل التطوعي وعوائده الخيّرة على هذا الوطن تضم تظل بظلالها المخرجات والكوادر والمتطوعين المهنيين والقياديين والفنيين والطلبة والمدعين والمثقفين والمبتكرين ورواد الأعمال والمعلمين يسخرون كل الإمكانيّات من أجل تطوير فكرة أو مناقشة مبادرة وطرح برنامج على أحد القطاعات الأخرى الشريكة في المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص أو كليهما معا فيتم معها تبادل الخبرات وتحقيق الأهداف وتكوين علاقات مطلوبة بين كل تلك القطاعات.

تعليق عبر الفيس بوك