تكشف التقارير المتواترة عن اليمن تعقد الأوضاع الإنسانية في هذا البلد مع ازدياد حدة الصراع بين الفرقاء، إضافة إلى ما يشكله التدخل الخارجي من عبء يفاقم معاناة السكان خاصة في ظل عدم إحراز أيّ تقدم على صعيد إيصال المعونات الإنسانية والإغاثية من أغذية وأدوية لمن يستحقونها.
إنّ الوضع الإنساني في اليمن الآن كارثي بمعنى الكلمة ويعيش اليمنيون تحت وطأة ظروف إنسانية صعبة وبالغة القسوة حيث تنعدم المواد الغذائية الأساسية، وحيث شح الأدوية وندرتها، الأمر الذي يستلزم تضافر الجهود الدولية لتبني مسعى إنساني جنباً إلى جنب مع مساعٍ سلمية لإغاثة أهل اليمن ووقف الصراع الطاحن الذي نجمت عنه أوضاع إنسانية مأساوية جعلت الملايين من أبناء الشعب اليمني في حاجة إلى عون غذائي وطبي عاجل..
والشاهد أنّ هذا الوضع الكارثي يحتم سرعة التحرك الدولي لتفادي تداعياته الخطيرة على المجتمع اليمني حيث يعج اليمن الآن بمن يموتون بسبب نقص الغذاء والدواء وانعدام الرعاية الطبية، خاصة في ظل تزايد أعداد الجرحى جراء هذه الحرب..
والشاهد أنّ أيّ حديث أو مبادرة لإحلال السلام في اليمن ينبغي أن تبدأ بوقف إطلاق النار للسماح بإيصال الإغاثة لمستحقيها وتهيئة الأوضاع للطواقم والفرق الطبية لتقديم الدواء في المناطق التي تشهد اشتباكات بين الفرقاء اليمنيين.
كما يجب أن يشكل تفاقم الأوضاع الإنسانية ووصولها إلى الحد، دافعاً للفرقاء للجلوس إلى مائدة التفاوض والحوار بغية التوصل إلى تسوية تضع حدًا لهذه المأساة المستمرة منذ شهور. كما ينتظر أن يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وتبني خطوات سريعة وملموسة لإرغام الفصائل المتناحرة على التفاوض لإيجاد مخرج لهذه الأزمة حتى لا تصبح أكثر استفحالا مما هي عليه الآن، وتضرم المزيد من النيران التي تلتهم وحدة النسيج اليمني وتنسف أمن واستقرار هذا البلد.