"التراث والثقافة" تنفذ أفلاما لإبراز جماليات نزوى وتوثيق معالمها التاريخية والتراثية

نزوى - العمانية

تُعد ولاية نزوى بمحافظة الداخلية أحد أهم مراكز العلم والعلماء في السلطنة على مر العصور وهي تشتهر بجوامعها ومساجدها التي خرجت أفواجا من العلماء والمفكرين والأدباء والفقهاء.

كما كان لنزوى دور حيوي في ازدهار الحركة العلمية في السلطنة وبناء صرح الحضارة الإسلامية وكان لها نشاط واضح في ميادين العلوم المختلفة من خلال مكانتها المهمة في تاريخ عمان كونها كانت عاصمة للبلاد ابتداء من القرن الثاني الهجري ولفترة من الزمن.

وتتجلى الأهمية التاريخية لمدينة نزوى من خلال معالمها الأثرية الشامخة وقلاعها التاريخية كقلعة نزوى وحصنها الأثري واللذين يعدان من أهم آثار العمارة التاريخية في السلطنة إلى جانب الكثير من الحارات القديمة ذات البوابات والأسوار والأبراج ومن أشهرها "حارة العقر" المجاورة لقلعة نزوى من جهة الجنوب والتي تحدثت الكثير من الكتب التاريخية عن أهميتها حيث نشأ فيها الكثير من الفقهاء والعلماء.

وإيمانا بأهمية هذه المعالم الأثرية والتاريخية بذلت حكومة السلطنة جهودا كبيرة في ترميمها وكانت قلعة نزوى وحصنها الأثري في مقدمة ما تم ترميمه ليصبحا مقصداً للزوار من مختلف أقطار العالم.

وعرفت نزوى بالمكتبات القديمة التي تعد جزءًا من ذاكرة المدينة وجاءت المكتبة الملحقة بجامع السلطان قابوس بنزوى التي يشرف عليها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم لتعيد هذه الذاكرة بكل ثرائها كما كانت نزوى موطناً لكبار الشعراء في مختلف العصور.

ويوجد بمدينة نزوى العديد من المساجد ذات المحاريب المزخرفة التي يعود أقدمها إلى ثمانية قرون خلت وجمال الطبيعة التي تبدو من خلال زراعة النخيل التي ترويها أفلاج خصيبة أشهرها فلج "دارس" بولاية نزوى وفلج "الخطمين" بنيابة بركة الموز التابعة للولاية وقد تم إدراج الفلجين ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي وأقرتهما لجنة التراث العالمي في يوليو من العام 2006م إضافة إلى ثلاثة أفلاج عمانية أخرى.

وتنفذ وزارة التراث والثقافة حاليا - في إطار الأنشطة والفعاليات التي تنظمها احتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية 2015 - مشروع تصوير فيلم وإنتاج أربعة أفلام وثائقية عن مدينة نزوى تسرد قصصا حدثت فيها وتبرز جماليات معالمها التاريخية والتراثية من خلال تدريب 20 من الفنانين والهواة في مجال الإخراج السينمائي يعمل على تدريبهم أربعة مخرجين محترفين يدربون أربع فرق تتكون كل فرقة من خمسة أشخاص وتبلغ مدة التدريب شهرا واحدا وسيتم خلالها إنتاج أربعة أفلام لا تتجاوزمدتها عشردقائق ولاتقل عن 7 دقائق على أن ينتهي العمل فيها خلال شهر ابريل الحالي.

ومن المتوقع أن يعرض في شهر سبتمبر القادم عدد من هذه الأفلام الوثائقية كما سيقام معرض للصورالضوئية وتوزيع منشورات خاصة بها مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية ويشرف على هذه الفعالية عدد من أعضاء اللجنة الفنية بوزارة التراث والثقافة.

ويتضمن المشروع تنظيم حلقة عمل للمشاركين لتعريفهم بطريقة الإعلان والترويج لأفلامهم ووضع المنشورات الخاصة بأفلامهم وكيفية وضع ملخص الفكرة والعبارة المروجة للفيلم وكيفية كتابة المعلومات المهمة عن الفيلم باللغتين العربية والإنجليزية إضافة إلى زيارة ولاية نزوى للتعرف على المعالم والمواقع الأثرية و التاريخية والسياحية في الولاية وفي نيابة الجبل الأخضر كي يتمكن الدارسون من بلورة الأفكار المناسبة للأفلام التي سوف يقومون بكتابتها وإخراجها.

وستساهم الزيارة في تحقيق التعارف بين الدراسين والمحاضرين للبدء بكتابة السيناريو الخاص بالفيلم الذي ستنتجه المجموعة ليتم تطبيق كل ما تم تعلمه في اليوم السابق بإدارة ومساعدة من المخرج المدرب للمجموعة وضمان كتابة السيناريو بشكل كامل إضافة إلى تأمين كل مستلزمات التصوير.

تعليق عبر الفيس بوك