أولوية المساعدات الإنسانية لليمن

تسببت الحرب التي يعيشها اليمن حاليا، في أوضاع إنسانية مأساوية للملايين من أبناء الشعب اليمني الذين يحتاجون المساعدات الغذائية والطبية العاجلة، وأي تحرك دولي لتسوية الوضع في اليمن ينبغي أن يولي اهتماما لإيجاد حلول للوضع الإنساني. فهناك الآن في اليمن من يحتاج الطعام، وهناك من يموت لنقص الدواء والرعاية الطبية، كما أن وضع الجرحى في اليمن جراء هذه الحرب، في حاجة إلى معالجة من خلال نقل من تعذر علاجهم في الداخل إلى الخارج، وكذلك العمل على التنسيق لدخول طواقم طبية وتوفير الأدوية، إضافة إلى معالجة أوضاع العالقين من اليمنيين في الكثير من بلدان العالم، بسبب تفجر الأوضاع في اليمن، مما يستوجب التنسيق من أجل إعادتهم إلى بلادهم لإنهاء معاناتهم.

وغني عن القول أنّ أيّ حل للمشكلة اليمنية وإحلال السلام، يبدأ بوقف إطلاق النار للسماح لطواقم الإغاثة والفرق الطبية بتقديم الغذاء والدواء في المناطق التي تشهد اشتباكات بين الفرقاء اليمنيين.

وهذا لن يتأتى إلا من خلال بدء حوار جاد بين الفصائل اليمنية بغية التوصل إلى تفاهمات تشكل أرضية لاتفاق يتم بموجبه وقف كافة أشكال العدائيات والاستهداف المتبادل بين الفرقاء اليمنيين، كما أن على المجتمع الدولي تبني خطوة حاسمة تدفع باتجاه مثل هذا الحوار وإرغام الفصائل السياسية في اليمن على الجلوس إلى مائدة التفاوض لحل الأزمة عن طريق الحوار حتى لا تستفحل نيرانها وتأتي على الأخضر واليابس، وتفتت وحدة النسيج اليمني وتهدد وحدة أراضي اليمن.

ونقول إنه رغم ما نراه الآن من تداخلات خارجية في المشهد اليمني، إلا أنّ الحل النهائي للازمة اليمنية لن يكون إلا بأيدي اليمنيين أنفسهم وهذا هو الأمر الذي ينبغي أن يتوافقوا عليه قبل فوات الأوان.

تعليق عبر الفيس بوك