تتسارع التطورات في اليمن، ويومًا بعد آخر تأخذ الأزمة منحى أكثر تعقيدًا من اليوم السابق بسبب الصراع والاقتتال بين أطراف النزاع، وتدخل أطراف خارجية فيه، وكل هذا التصعيد الخطير قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حرب أهلية تمزق وحدة هذا البلد، وتهدد أمن مواطنيه.
ومن المؤسف أن الأزمة ومنذ بدايتها، لم تحظ بالجهود الكافية للوصول بها إلى بر أمان الحلول، مما أوصلها إلى هذه المرحلة المتأخرة من التصعيد والتأزيم الذي يخشى أن يعود على اليمن بعواقب كارثية، قد تقذف به في هاوية التفكك، وتغذي فيه عوامل التشرذم والانقسام التي طفت الآن على السطح، وجعلت المجتمع اليمني منقسمًا على نفسه يقاتل بعضه بعضًا، ويستعين جزء منه بالخارج للانتصار على من يرى أنهم أعداء له بالداخل..
إنّ هذا الواقع المأساوي، والتطور الدراماتيكي، والتصعيد الخطير، تحتم على المجتمع الدولي التدخل لإعلاء راية الحوار بين الفرقاء بغية التوصل لحلول سلمية تحفظ لليمن وحدة أراضيه وسلامة أبنائه من شرور هذا الاقتتال الذي ستتزايد رقعته، وتعم فوضاه كل اليمن ما لم يتم تدارك الموقف بمبادرة تكفل التوصل إلى اتفاق يكفل لليمن تفادي المآلات الكارثية التي يسير نحوها الآن في ظل هذه الوتيرة التصعيدية المتزايدة للأحداث..
ولا شك أنه إذا ما خلصت النوايا، فإنّ المجتمع الدولي لن يعدم وسيلة يمكن من خلالها التوصل إلى حلول تجنب اليمن المزيد من الخسائر في هذه الحرب التي لن تضع أوزارها إلا عبر مبادرة أممية شجاعة وعاجلة، وهذا ما ينتظره الجميع.