نحو مجلس شورى أكثر صلاحية

مشعل المقبالي

يومًا بعد يوم يتزايد الوعي الشعبي في السلطنة بأهمية المشاركة في انتخابات مجلس الشورى لما له أهمية كبيرة على النحو الاجتماعي والسياسي للبلد.

وفترة بعد فترة وأعني فترة انتخابية يتطور المجلس أكثر ليصبح ذا فعالية ومشاركة أكبر وهو ما يجعله ذا سمعة طيبة على المستوى المحلي والعالمي وبالتالي جعل نسبة المشاركة في الانتخابات أكثر.

ويبدو أن الناخبين بالسلطنة يطمعون في صلاحيات أكثر تمنح للمجلس لزيادة مشاركته في صنع القرارات التي تتخذها الحكومة وفرض المزيد من الرقابة المالية والإدارية على وحدات الدولة الإدارية وحتى العسكرية إن أمكن ذلك.

يقول جلالة السلطان - أعزه الله- في الانعقاد السنوي لمجلس عمان في العام 2012 "إن تجربة الشورى في عمان كما أكدنا دائما تجربة ناجحة والحمد لله جاءت متّسقة مع مراحل النهضة متفقة مع قيم المجتمع ومبادئه متطلعة إلى بناء الإنسان الواعي لحقوقه وواجباته المعبر عن آرائه وأفكاره بالكلمة الطيبة والمنطق السليم والحكمة المستندة إلى النظرة الصائبة للأمور".

وكما جاء في النطق السامي فإن المجلس يتمتع بصلاحيات أكثر كل فترة وذلك وفق العادات والتقاليد والأعراف الإسلاميّة وكذلك وسط تطور العقلية الاجتماعية فمن غير المعقول وحسب وجهة نظري أن يتم منح المجلس صلاحيات أكثر و لا زال جزء من الناخبين يصوتون لذوي القربى أو لاعتبارات قبلية بعيدة عن الحداثة والمواطنة الصالحة.

علينا نحن معشر الشباب أن نصوت بكثافة في الانتخابات القادمة ولذوي الكفاءة سواء للشباب أو للأعضاء من أصحاب الخبرة والكفاءة سواء كان المرشح ذكرا أم أنثى فما المانع أن نرشح امرأة إن كانت تتمتع بكفاءة علمية واجتماعية ورأينا تميزها في المجلس البلدي وأخص بالذكر العضو عن ولاية بوشر الشيماء الريسية التي دائمًا ما تكون حاضرة بفعالية بالقضايا الاجتماعية والمناسبات الوطنية.

كذلك على أعضاء المجلس في الفترة القادمة لعب دور أكبر والبعد كل البعد عن القضايا التي للأسف رأيناها في بعض أعضاء الفترة الحالية والفترة السابقة وذلك لا يعني عدم تميز الكثير منهم ومشاركتهم ونشاطهم الملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعية وهذا دليل على وعيهم التام بمشاركة الشباب همومهم وقضاياهم.

أثق تمام الثقة بأن هناك صلاحيات قادمة لمجلس الشورى ولكن فقط عندما نعي دورنا تجاه اختيار الأعضاء الذين يتمتعون بقدر عال من الثقافة والذين يمثلوننا في المحافل الدولية خير تمثيل، والابتعاد كل البعد عن المحسوبية والقبلية أو الاختيار على أساس عنصري أو أساس الجنس فنحن في عصر الديمقراطية وليس في العصور الوسطى.

كذلك اقترح على المجلس في الفترات القادمة تشكيل لجان مختصة بالشباب وكيفية دعمهم والتواصل معهم في كل بقعة من أرض هذا الوطن وكذلك أتمنى من الأعضاء القادمين للمجلس بذل المزيد من الجهود لرفع مكانة السلطنة وتحقيق تطلعات الشعب العماني من خلال السبل القانونية المتاحة لهم والبعد عن كل ما يثير حفيظة المواطنين والمساهمة بشكل فعال وقانوني لإيجاد حلول لقضاياهم والاجتماع بهم بين حين وآخر واطلاعهم على المشاريع الحكومية التي تقام والتي ستقام في ولاياتهم. وكذلك أتمنى من الحكومة ضم الأعضاء الذين انتخبوا أكثر من مرتين لمجلس الدولة فلربما تشكلت لديهم خبرة واسعة كفيلة بإيجاد الحلول لبعض القضايا الاجتماعية.

كلنا أمل بدور أكبر للمجلس بالفترات القادمة وبفترة إنتخابية تحمل الجديد من حيث الدعاية الانتخابية ومن حيث قوة ثقافة الأعضاء المترشحين وعددهم ورسالة للمرأة بأن تعمل بجدية أكبر لدخول المجلس إذا كانت ترى نفسها مهيأة لذلك.

تعليق عبر الفيس بوك