استعيذي من الطائفية أمتنا العربية

أسماء البجالية

يمرُّ عالمنا الإسلامي اليوم بمنعطف تاريخي خطير؛ فما بين نعرات الطائفية وعصبية التمذهب، يبقى جسد أمتنا جريحا؛ في وقتٍ هو أحوج لأن نحتكم فيه إلى كلمة سواء، وتوحيد الصفوف لمواجهة ما يحيق بنا من أطماع.

... إنَّ واقعنا خلال الفترة الراهنة وما نشهده من تناحر وحروب، يُعد في قواميس الأمم عاملَ هدم يقوِّض أركان الأمة ويُصيب أطرافها بالضعف (ما لم يكن شللا)؛ مما سيؤدي (حال طال أمده) إلى استئساد عدوها. وليس من المغالاة في شيء القول بأنَّ ما يشهده وطننا العربي اليوم من فتنٍ وطائفية في المعتقد، إنما تعود به إلى الوراء سنوات، بل وقرون عديدة، وتضرب بتاريخنا -كأمة حضارة وريادة- عرض الحائط. فنحن أمة لها من الفكر والعقل ما هو كفيل بأن نتسامى فوق جراحنا، وأن نعيد أمجادنا حين كان غيرنا من الأمم يقبع في براثن الجهل والظلام.

فما أحوجنا إلى إعلاء قيمة القواسم والسمات الحضارية المشتركة بيننا، نريد أن نتَّحد؛ فالعُوْد محميٌّ بحزمته، ضعيفٌ حين ينفرد. إن واقعنا اليوم يفرض علينا التحلي بشيم التراحم والتواد والتعاضد فيما بيننا، نريد مغادرة خانة الوهن إلى حيث القوة؛ لمجابهة التحديات التي تحيط بنا وتكاد تطبق علينا الخناق.

كفانا غفوة.. خصوصا بعد أن أصبحنا مثار سخرية الغرب لانشغالنا بحروب طائفية، وانفكاكنا عن قوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". أما آن الوقت لتجاوز الكبوة، والتصرف بعقلانية، وإعداد العدَّة لمحاربة عدو يتربص بنا من كل حدب وصوب؟!

كفى خلافا؛ فإلهنا واحد ورسولنا واحد، وشرعتنا واحدة، وقبلتنا واحدة.. وعلى هذا النهج سار الأسلاف ومن قبلهم التابعون والصحب الكريم.. آن الأوان لأن نركل بوادر الخلاف والتعصب والتمذهب، ولنلتفت جميعا إلى قضايانا التنموية الداخلية، وقبلها علينا ألا ننسى قضيتنا الأولى فلسطين، وتحرير بيتها المقدس، من يد زبانية الاحتلال البغيض.. وهو في رأيي ما لن يتحقق سوى بالاصطفاف، وتوحيد الجهود، والاعتصام أولا وآخرا بوحدتنا.. حينها فقط سيتحقق وعد الله لنا.

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسُّرا

وإذا افترقن تكسرت آحادا....!

asma@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك