قابوس عمان.. شموخ وإرادة

فايزة سويلم الكلبانية

faiza@alroya.info

منذ مساء الثالث والعشرين من شهر مارس المنصرم والسلطنة ترتدي ثوب الأفراح والاحتفالات، وتملأ البهجة ربوع عماننا الغالية، وتتفجر الطاقة الإيجابية والحيوية في جميع شرائح المجتمع، تراهم أجمعين ودونما اتفاق يسعون بكل همة ونشاط، تتقد في دواخلهم شعلة الحماس لتسري في مفاصل أماكن العمل والوطن، حيث كانت عودة الوالد القائد صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم- حفظه الله ورعاه- لأرض الوطن محفوفًا بحفظ الله ورعايته؛ بعثا جديدا للأفراح وروح المواطنة.. فقد كانت أفئدة وأنظار كل العمانيين تترقب إطلالة سلطان عمان لتعلن لهفتها وشوقها العميق لرؤية قابوس عمان؛ والذي لطالما سالت دموعنا فرحا لمقدمه الميمون، ولطالما رفعنا أكف الدعاء لنشهد عودته الكريمة سالمًا غانمًا لترتوي قلوبنا المتعطشة لحكمته السامية..

وبالأمس القريب ترجم لنا جلالته حبّه لشعبه المخلص من خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الوزراء الموقر ببيت البركة العامر ليطمئنهم بأنّه عائد لأجل عمان وشعبها ولاستكمال مسيرة، وإيفاء لوعده وعهده الذي قطعه لأبنائه بـ " أن يعمل جاهدًا على جعلهم يعيشون سعداء".. حيث وجّه جلالته في الاجتماع بضرورة الإسراع في وضع الخطط الكفيلة بتحقيق التنويع الاقتصادي واستكمال المشاريع الكبرى ذات النفع العام وجذب المزيد من الاستثمارات، وتفعيل مجالات الشراكة مع القطاع الخاص، ومواصلة العمل لتشجيع إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل ما يتوافر لها من مقومات مؤسسية ومالية.

فليحفظك الله لعمان سيدي.. قائدًا أبياً بكل شموخ وإرادة.. ولك منّا بأن نجدد لكم العهد والولاء بأن نبقى لكم ولعمان أوفياء يا أبي "قابوس"..

إنّ ما حدث من انهيار في أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة أشبه وأقرب ما يكون إلى حالة حرب مدمرة سلاحها النفط، وكما في كل الحروب هناك خاسرون و منتصرون، ولكن الجميل أنّه وبالرغم من الانخفاض في أسعار النفط إلا أن حياة المواطن العماني لم تتأثر، وذلك بتكاتف الجهود وعزيمة الدولة والقيادة الحكيمة المتمثلة في جلالة القائد المفدى وباني الوطن - حفظه الله ورعاه-.

وأخيرًا يبقى القول أننا على ثقة تامة بأننا في عمان الغالية وتحت ظل قيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه الحكيمة - قادرون على مواجهة كل هذه التحديات، متسلحين في ذلك بسلاح العزيمة وحب الوطن، ولن نألوا جهدا في سبيل تتضافر كل جهودنا؛ قيادة، وشعبا، وحكومة، من أجل تذليل كل الصعاب وتجاوز الأزمات الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، مستندين في ذلك على العلي القدير ثم جهود أبناء الوطن المخلصة وتجاربنا السابقة.. فنحن أمة لها من الأصالة والعراقة ما يكفل لها المضي قدماً في مضمار التطور والنماء والمجد؛ ولها من الحكمة ما يجعلنا رسل سلام ومحبة، فعمان اليوم تقف على مشارف انتصار سياسي حقيقي، تحقق على يد الدبلوماسية العمانية وقائدها السلطان المفدى، وسيسطر التاريخ بأحرف من نور وذهب أنّ عمان بما بذلته من جهود لتقريب وجهات النظر بين إيران والغرب كانت معبرًا للسلام بين الشرق والغرب، وأن عمان بما أوتيت من حكمة ورؤية سامية سديدة استطاعت أن تنزع فتيل الحرب بين الأطراف المتنازعة وأنها جنبت المنطقة ويلات الدمار، وأنّها استطاعت أن تجعل السلم والأمن الدوليين أمرًا ممكن الحدوث، وحقيقة متجسدة على أرض الواقع.

همسة لــ "أبونا السلطان قابوس"....

سعداء بإطلالتك السامية... مولانا السلطان

فليحفظك الله لعمان وشعبها...

وليطيل الله في عمرك المديد...

قابوس عمان.. شموخ وإرادة

شكرًا.. أبي قابوس

تعليق عبر الفيس بوك