لنجعل عمان تفخر بنا

خلفان العاصمي

مع مطلع الشهر الحالي دشنت وزارة التربية والتعليم حملة إعلامية للدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS 2015) تحت شعار (لنجعل عمان تفخر بنا) -هذه الدراسة التي تشرف عليها الهيئة الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA) وأطلقتها منذ عشرون عاما- وسعت وزارة التربية والتعليم من تنفيذ هذه الحملة الإعلامية الوطنية إلى تعريف المجتمع بماهية هذه الدراسة الدولية التي تعقد كل أربع سنوات، حيث كانت المرة الأولى لانعقادها في عام 1995م، وكانت المرة الثانية في عام 1999م، من ثم في عام 2003م ولم تشارك السلطنة في تلك الدورات، إذ بدأت بالمشاركة في الدورة الرابعة التي كانت عام 2007م، ومن ثم في دورة 2011م، وها هي تتهيأ للمشاركة في دورة العام الحالي 2015م، لتكون المرة الثالثة للحضور العماني في هذه الدراسة.

تأتي هذه الحملة لتساند القائمين على الدراسة في السلطنة سواء بالمدارس أو المحافظات التعليمية أو بديوان عام الوزارة، باعتبار أن المشاركة في هذه الدراسة حدث دولي بحضور وطني لا يتكرر إلا كل أربع سنوات وبالتالي ما سيتحقق من نتائج سيكون سجلا للسلطنة في تاريخ الدراسة، كذلك فإن الحملة في جوانبها الأخرى تحث أولياء الأمور على دعم وتحفيز أبنائهم وبناتهم من الطلبة والطالبات المشاركين في الدراسة من خلال وعيهم وإدراكهم بماهية هذه الدراسة وما تمثله من بعد عالمي، ورؤية أوسع لأهمية دراسة مادتي العلوم والرياضيات والتفوق فيهما، أما فيما يتعلق بالمشاركين فإنّ الحملة ستشعرهم بأن المجتمع ككل ينتظر منهم الكثير لتحقيقه من نتائج في هذه الدراسة، وكذلك تسليط الضوء على الدراسة وماهيتها وطرق تنفيذها وجعلها الحديث العام خلال هذه الفترة سواء في البيت أو في المدرسة أو في المجتمع بمختلف مؤسساته، وترتكز الحملة في تنفيذها على مجموعة من الوسائل تعد هي الأقرب للوصول للفئات المستهدفة سواء من خلال اللوحات الإعلانية في الأماكن العامة او عبر حافلات النقل العام او من خلال الملصقات والمطويات والبطاقات التعريفية التي سيتم توزيعها على المشاركين متضمنة عبارات تحفيزية، وكذلك من خلال شبكات التواصل الإجتماعي وعبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية سواء عبر الإعلانات الخاصة بالحملة او من خلال مجموعة اللقاءات والأخبار التي سيتم نشرها او بثها، لتتكامل جميعآ في توصيل الرسالة بكل مضامينها ومن ثم السعي لتحقيق الهدف العام الذي تسعى وزارة التربية والتعليم لتحقيقه من خلال مشاركتها في هذه الدورة وهو الحصول على 500 درجة والتي تعد هي المتوسط العالمي للأداء.

الدراسة تعنى بتقويم مستويات الأداء الطلابي في الرياضيات والعلوم معآ من خلال قياس اتجاهات مستويات الأداء والتحصيل في هاتين المادتين عند طلاب الصفين الرابع والثامن من مرحلة التعليم الأساسي، وذلك لأهمية مادتي الرياضيات والعلوم في الكثير من الجوانب التقنية والمعرفية، ولعالمية هاتين المادتين واعتماد الكثير من التخصصات العلمية عليهما، وكذلك من مبدأ عالمية التعليم والذي يهدف لإيجاد مخرجات لسوق العمل بصبغة عالمية، وتتم عملية القياس من خلال مراقبة المنهاج وتنفيذه، وصولا إلى تحديد أبرز الممارسات التدريسية الواعدة عبر العالم، إذ تعد هذه الدراسة هي الأكبر والأوسع تغطية على المستوى العالمي والتي تمكن من قياس التحصيل واتجاهات التغيير فيه لتوفر عدد من المؤشرات النوعية والكمية عن واقع انظمة التعليم في الدول المشاركة ورصدها ومراقبتها، مما يسهم في تحديد مواطن الضعف وتشخيص اسبابه لوضع الخطط اللازمة لمعالجتها، استجابة لتحديات هذا القرن العلمية والتقنية في ظل ثورة الاتصالات والمعلوماتية، والتطور المتنامي في جميع حقول المعرفة النظرية والتطبيقية على حد سواء.

ولتحقيق مبدأ العدالة والموضوعية عند مقارنة بيانات الدول المشاركة في الدراسة فإنه يتم إجراء الاختبار في الوقت نفسه وباللغة الأم في كل دولة، مع العمل على أن تتطابق جميع إجراءات الاختبار مع المعايير الموضوعة وتشمل تلك الإجراءات اختيار عينة الطلاب، وترجمة الاختبار، وتصميم كراساته والاستبانات المصاحبة له وإدارته، وتصحيح الإجابات وتحليل النتائج وإعداد التقارير النهائية، وستطبق الدراسة في الدورة الحالية فعليآ يوم الثامن والعشرين من الشهر الحالي وسيبلغ عدد المدارس المشاركة من السلطنة في هذه الدورة أكثر من 500 مدرسة يمثلها ما يقارب 15 ألف طالب وطالبة يحدوهم الأمل في تحقيق نتائج طيبة يتحقق من خلالها ما يطمح اليه الجميع من معدل مرتفع سيسهم في تعزيز المكانة العلمية التي تتبوؤها السلطنة في كافة المحافل عربيا وعالميا وستظل دائما عمان الوطن تفخر بنا وسيظل أبناؤها الأوفياء المخلصون لها يفخرون بها وبما قدمته لهم.

 

تعليق عبر الفيس بوك