أحيا الفلسطينيون، أمس، ذكرى يوم الأرض، في وقتٍ تمرُّ فيه القضية الفلسطينية بمنعطفٍ بالغِ الدقة جرَّاء تصعيدِ العدوان الإسرائيلي، وغياب أيَّة بارقة أمل في استئناف العملية السلمية في ظلِّ تعنت الاحتلال، ومجاهرة رئيس الوزراء الإسرائيلي برفضه لحلِّ الدولتين، ومناهضته لقيام الدولة الفلسطينية.
وتأتي هذه المناسبة -التي تُصادف الثلاثين من مارس- كلَّ عام إحياءً لذكرى مقتل عددٍ من الفلسطينيين عام 1976 على يد إسرائيل، خلال الاحتجاج على قرار مُصادرة آلاف الأفدنة من أراضيهم.. إلا أنَّ هذه المأساة تكاد تتكرَّر كلَّ يوم من خلال التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
والمصادرة المستمرِّة للأراضي أسلوبٌ يعتمده الاحتلال للتغوُّل على الحقوق الفلسطينية، وانتهاج العقاب والتنكيل الجماعي، والاستمرار في المخططات الاستيطانية.
... إنَّ ذكرى يوم الأرض فرصة لإعلان التمسُّك المطلق بالثوابت الفلسطينية؛ وعلى رأسها: الدفاع عن الأرض الفلسطينية في وجه الاحتلال الاستيطاني، ومحاولات اقتلاع المواطنين عن أرضهم.
كما أنَّها مُناسبة لدعم صُمود المواطنين الفلسطينيين وثباتهم في جميع أماكن تواجدهم، خاصة في القدس الشريف وقطاع غزة.
وهي كذلك مُناسبة لتعزيز الوحدة الفلسطينية، وتقويتها وتمتينها؛ حتى تستطيع الصمودَ في وجه المؤامرات التي تحيكها إسرائيل في سبيل إجهاض هذه الوحدة، والنيل من الوفاق الوطني الفلسطيني.
... إنَّ القيادة الفلسطينية مُطالبة باستلهام دروس وعبر ذكرى يوم الأرض لرفض التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، ومقاومة هذا الاعتداء على الأراضي الفلسطينية؛ من خلال المحافل الدولية، ووفق المواثيق والمعاهدات العالمية، خاصة حقها في الأرض والحدود والسيادة، إضافة إلى العمل على توسيع وتنشيط المساعي الدولية لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.