حمود بن علي الطوقي

سيظل الـ 23 مارس والذي أشرفت فيه شمس عمان بالمقدم الميمون والعودة الحميدة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يومًا خالدًا في الذاكرة الجمعية للشعب العماني. وسيخلده التاريخ كواحد من أعزّ المناسبات على قلب الشعب العماني، فهو بمثابة فرصة جميلة لالتقاط الأنفاس؛ فمثل هذه المناسبات تشكّل وقفة أمل وتأمل في لحظة حاضرة بين الأمس واليوم والغد.. لحظة راهنة تربط الماضي بالآتي.. لا تنفصم عراها بل هي عروة وثقى للاحتفاء بالإنجازات والاحتفال بالمنجزات..

يوم تتجدد فيه أعياد الوطن، ويشكل علامة زمنية فارقة في تاريخ عمان، يُحتفي به أيّما احتفاء لاسيما وأنه نقلة حاضرة وحضارية ونقطة تحول في حياة شعب يضرب بجذوره العميقة في قلب التاريخ وعمق الجغرافيا.

ولن يكون الـ 23 من مارس عيدًا واحدًا بل هو عيدان.. معًا ملتحمان.. متوحدان في الذات والموضوع؛ أمّا الذات فيرمز إليها عيد النهضة المباركة عندما أشرقت شمس عمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وأمّا الموضوع فهو يوم جديد يشرق على عمان الحديثة ونهوضها إلى قلب العصر في بضع سنين؛ وتثبيت صورتها على خريطة المجتمع الدولي بكل أطرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبحاضرها الزاهر وبحضارتها الزاهية.

وسيمثل رحلة جديدة من عمر الوطن، وكما قال معالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية إنّ جلالة السلطان أسس فكرا ومنهجا حقيقيا يتقبله كل واحد، وأنّ هذا الولاء من قبل العمانيين نابع عن فكر ومنهج جلالة السلطان..

وسيجسد هذا اليوم في قلوبنا معاني النور والخير.. يفيض على عمان بما فيها ومن فيها بكل جميل وجديد وأصيل ومفيد.. يوم سيخلده التاريخ وجلالته يتنعم في حب شعبه والتفاف هذا الشعب حول زعيمه وحكيمه وقائده ورائده الذي يدثره حب الشعب حين قال لو استطيع أن أكسو هذا الشعب ذهبًا لكسوته..

كيف لا نحتفل به وهو يوم من أيام عمان المجيدة.. يوم ترفل فيه البلاد في رداء المجد والعزة والكرامة والفخار والنهار الذي تتوهج شمسه في كافة ربوع هذه الأرض الطيبة التي لا تقبل أن تنبت إلا طيبا..

وسيستمد هذا اليوم قوته من الروح العمانية التي تحلق في أجوائه بالعلم والعمل وإثبات الذات في كل المسارات.. ولتؤكد فيه عمان للعالم أجمع أنّها تحتفظ بمكانتها في الأسرة الدولية عضوًا فعالا على المستوى الإقليمي والدولي تتحاور مع العالم وتتجاور مع الدول في المنظومة الإنسانية..

23 مارس هو يوم عمان تتألق فيه الأرض والتاريخ والجغرافيا والحاضر والحضارة والنور والاستنارة والثقافة والاقتصاد والأمن والأمان والوداعة والسماحة..

أسأل العلي القدير أن يحفظ جلالة السلطان، وأن يمد لنا في عمره أعوامًا عديدة، وأن يجعله ذخرًا لعمان وأهلها.. إنّه سميع مجيب الدعاء.