الشكر لله.. قابوس عاد

 

سارة البريكيَّة

ما أعظمها من نعمة امتنَّ الله بها على أبنائك يا عُمان الأبية! وما أجزله من عطاء فَرَض علينا شكرًا لنعمائه بأنْ أعاد إلينا قابوسنا سالما مُعافى، بعد أن ألبسه ثوب العافية وكلَّل برنامجه الطبي بكل نجاح.. فالشكر لله، فقابوس عاد.

فعلى مدار ثمانية أشهر، تواجد خلالها قابوسنا المفدى خارج أراضي الوطن؛ لمباشرة برنامجه الطبي، كانت القلوب تتطلع على الدوام لرؤية إشراقته السامية؛ وفي الخامس من نوفمبر حيث أطلَّ قابوس الخير على أبناء شعبه مُهنئا ومُطمئنا إياهم، أشرقت أسارير الفرح في النفوس وتاقت أكثر لرؤيته بيننا، إلى أن أتمَّ الله آلاءه على أبناء عمُان المباركة، وقرَّت أعين أبناء هذا الوطن الغالي برؤية قائدنا ومولانا حضرة صاحب الجلالة -أعزه الله- وهو يرفل في أثواب الصحة والعافية، في مشهد صدحت له عمُان برجالها ونسائها شبابها وأطفالها وفتياتها، لتصوغ أنشودة ولاء وعرفان لباني النهضة المباركة وحامي حمى أرض مجان الحب والخير والسلام.. فالشكر لله، فقابوس عاد.

وإن كانت الشهور الثمانية قد حالت دون أن ينتشي الوطن بوجود عاهله المفدى بين ظهرانينا، إلا أنَّ روحه العطرة لم تفارق أرض مسقط العامرة طيلة تلك الشهور، وظلت بلادنا على وقع ذلك قوية ومتماسكة، وظلت على العهد باقية، تدفئها أنفاس شعبها المليئة بالدعوات، وتتجه قلوب أهلها إلى السماء راجية أن يُنعم رب السماء على سلطان البلاد بتمام الصحة والعافية.. ليأتي الثالث والعشرين من مارس، حاملا البشارة، بمقدم جلالته الميمون؛ لتبتهج عمان، وتضجُّ بالتكبير والتهليل والتحميد، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، في مشهد داعبت فيه مشاعر الفرح كلَّ من كتب له المولى أن يكون موجودًا على أرض هذه الوطن العامر، واغرورقت العيون ونبضت القلوب ورسمت مظاهر الفرح أروع لوحات الولاء لقابوس عمان.. فالشكر لله، فقابوس عاد.

وعلى الرغم من الفاصل الزمني بين الثالث والعشرين من يوليو لعام 1970، والثالث والعشرين من مارس من العام 2015م، إلا أن الليلة تكاد تتطابق في تجلياتها مع البارحة، وبما يجمعهما من إشراق الإطلالة والظهور؛ بيد أن لكل مرحلة قصتها وما وراء كواليسها، فالأولى سطرت اعتلاء جلالته لعرش مجان، وبداية عهد الرخاء الذي أرسى دعائم الخير فيه حضرة صاحب الجلالة المعظم بفكره النير وتوجيهاته السديدة. أما في الثالث والعشرين من مارس الجاري، فكان مقدم جلالته إيذانا ببدء مرحلة جديدة أساسها الولاء وهدفها استكمال المسير نحو عُمان العزة، مستلهمين خارطة مستقبلها من فكر جلالته النير ورؤيته السديدة.

... إنَّ حياة الشعوب تكون كبيرة عندما تنعم في لحظاتها بعميم الخير والبركات، وعمان هذا البلد الذي يتلألأ بالخير في ناحية من هذا الكون، وفي جزء من هذه الأرض، ما هو إلا بلد آمن، وبقعة سلام، فلله درُّكِ من ارض أبهجت أهلها! ولله درُّكِ من أرض أسعدت شعبها! ولله درُّكَ من بلدٍ أبهج أبناءه! ولله درُّكَ يا قابوس من رجل أجدت كسب قلوب مواطنيك بأخلاقك وحبك لشعبك وأرضك.. فالشكر لله، فقابوس عاد.

مولاي حضرة صاحب الجلالة، إنَّنا في عُمان نشعر بالفخر والاعتزاز بك، وبتواجدك بيننا، فعودتكم الميمونة سيدي إلى أرض الوطن، أعادت لنا الحياة؛ وتفتَّحت لنا أسارير السعادة.. فها نحن نستبشر الخير بوجودكم، ونستلهم العز بمقامكم، ونعيش في غمرة أفراحنا بعودتكم.. فالله أسال يا مولاي أن يحفظكم من كلِّ سوء وشر ومكروه، وأن يُبقيكم ذخرا وفخرا لنا ولعمان الحبيبة؛ ونهنئكم يا مولاي على تمام شفاء الله لكم، مهنئين أنفسنا بكم وبعودتكم، حفظكم الله مولانا القائد، وأدام عليكم العز وأنتم ترفلون في أثواب الصحة والعافية، وأطال الله في عمركم أعواما عديدة وأزمنة مديدة ودمتم لنا، ودامت عُمان بتوجيهاتكم في خير!!

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك