علي بن حمد الريامي*
أبشري قابوس جاء ** فلتباركه السماء
هكذا استقبل أهل عُمان حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ قبل 45 عامًا من الآن، وها هم اليوم يجددون الدعاء والنداء بأن يحفظ الله صاحب الجلالة، ويمدّه بالصحة والعافية والعمر المديد، مجددين أسمى وأرقّ وأنقى عبارات الحب والولاء لباني النهضة المباركة.
ونحن نستقبل بحب عودة مولانا إلى أرض الوطن أرض الحب والسلام والوئام، عُمان الخير، عُمان الأمن والأمان، اللهم احفظه في حلّه وترحاله واجعله ذخرا وفخرا لعُمان وشعبها.
جلالة السلطان قابوس المعظم هو الأب الروحي وقائد هذا البلد الذي أرسى دعائمه، وأسس بنيانه، ولدى تسلمه مقاليد الحكم قال مخاطباً الشعب: (سأسعى جاهدا لجعلكم تعيشون سعداء)، وقد تحقق للشعب العُماني كلَّ ما يصبو إليه بفضل الله.
وقال أيضًا: "لقد بدأت النهضة العمانية من الصفر، وأنتم أيضًا تعرفون ذلك، والآن هي أرقام نفخر بها ويفخر بها شعبنا الذي تعاون معنا حتى أصبحت بلادنا ملء السمع والبصر". وقد جعل صاحب الجلالة الاهتمام بالتعليم والصحة من أولويات الحكومة، فعملت الحكومة جاهدة لجعل التعليم أداة للبناء وسبيلا للتنمية، فكانت الخطط الخمسية المتتالية التي أخذت تطور التعليم خلال العقود المنصرمة، آخذة في الحسبان الخروج بجيل ينهض بعمان عالياً، فتوالت الجهود لنشر التعليم في مختلف ربوع عُمان الحبيبة، فانتشرت المدارس في المدن والقرى والفيافي مواكبة للتطور العلمي الذي يجتاح العالم.
فالمجتمع لا يمكن أن يتطور إلا بالتعليم، ولا يستطيع أي مجتمع أن يتقدم إلا بالتعليم، ولن تنهض أمة إلا بالتعليم، لذلك سعت الحكومة إلى توفير التعليم لكافة شرائح المجتمع الصغير قبل الكبير، المرأة قبل الرجل، وبفضل الله انتشر التعليم وتوسع في مختلف ربوع السلطنة، حتى غدت السلطنة في مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات وعلى صعيد المنظمات التربوية الدولية والهيئات الأممية، كل ذلك بفضل الله تعالى وبانتشار رقعة التعليم في السلطنة ولله الحمد والمنة.
وقال أيضًا: "إننا نولي التعليم جل اهتمامنا ونسعى لتطويره وتحسينه ورفع مستواه وتحديث المعارف وتعميقها وإثرائها وتكييفها مع عالم دائم التغيير انطلاقاً من الأهمية التي توليها السلطنة لتنمية الموارد البشرية وترسيخ منهج التفكير العلمي وتكوين أجيال متعلمة تشارك في عملية التنمية وتتعامل مع المتغيرات والمستجدات المحلية والعالمية بكل كفاءة واقتدار".
فمنذ بزوغ النهضة المباركة وجلالة السلطان - حفظه الله ورعاه- حريص على نشر التعليم في السلطنة، فكان من أولويات الحكومة تكوين منظمومة تعليمية متكاملة قادرة على مواجهة الصعاب، والمتغيرات، والتحديات، من هنا يأتي الاهتمام بأجيال المستقبل لأنّهم هم من سيقوم بنهضة الدولة إلى جانب الحكومة الرشيدة.
*أكاديمي بجامعة صُحار