"قابوس"....




عائشة البلوشية

قابوس.. ليس مجرد اسم نخطه و نرسمه منذ طفولتنا، وليس مجرد قائد قاد دولة ما، وليس مجرد شخصية في موسوعة التأريخ الإنساني، وليس مجرد إنسان أنشئ مدارس ومستشفيات.. قابوس قبس من عشق تشكلت خﻻيا دماءنا باسمه، فبعث فينا الدفء والنشاط وحب العمل، فأذعنت تلك الخﻻيا لتراب عمان طواعية وسلما، إنه عظيم أقام دولة من سباتها الإجباري، إنه موسوعة غير محدودة الغﻻف، لذلك ترددت بوجل قبل أن يسترسل قلمي بالبوح حول هذا السلطان الأسطورة، حيث أن مقاﻻ بسيطا سيكون مقﻻ في حقه، حتى وإن استرسلت مالئة صفحات الصحف المقروءة والإلكترونية...

فقلت بمناسبة إشراقة العودة على جبين الإمتداد الأزرق، سأنتقل لأصف ترحاب الأرض والشعب، أصف منظومة الوﻻء والحب، وأصف الحمد والشكر للرب، وأصف التحام الانتماء لأرض وسلطان بين الشرق والغرب، وأصف هدوء وأهازيج وأدعية وشعر ونثر وترانيم وطن طرب، وأصف مسيرات جهد واجتهاد لأبناء شعب، ﻷصف كيف أصبح القلب سلطانا وأصبح السلطان قلب...

 

أتعرف يا سيدي أي يتم عشناه وأنت هناك تكافح التعب لتعود لنا؟ أتدري يا موﻻي أي لوعة قضت مضاجعنا خوفا عليك؟ أتعرف أي حال يمر علينا كل يوم وأنت بعيد هناك؟، كنا معك هناك بأرواحنا وقلوبنا، وعرضنا شراييننا ودماءنا لك فداء...

أتدري يا سيدي بأننا أدركنا اليوم معنى الآية ١٣ في سورة القصص وعشناها، قال تعالى: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}، والتي تصف كيف سكن روع أم سيدنا موسى عليه السﻻم عندما رده الله تعالى إليها كي تقر عينها وﻻ تحزن، فأي حمد يفي ولي النعمة حق الحمدلله على أن ردك إلينا سالما معافى؟!، وأي شكر ذا الذي يفيه جل في عﻻه أن أقر أعيننا الوجلى برؤيتك؟!، ردك لكل عماني كان يتصنع الابتسام وقلبه وفكره مشغول بك، ردك إلى عمان الأم الحنون ردا هينا لينا بإذنه تعالى، عامرا بما مر بك ميزان الزلفى...

فيا مرحبا بروح عمان ونبضها، ويا مرحبا بحياة عمان وهواءها ونسائمها، ويا مرحبا بضحكة عمان وابتساماتها، ويا مرحبا بالسﻻم ورمزه، والسﻻم عليكم يا موﻻي وسيدي وعلى حبيبتكم عمان ورحمة الله تعالى وبركاته...

توقيع: "موﻻي أجفاني جفاها الكرى.. والشوق ﻻعجه بقلبي خيما..

يا ذا العطاء يا ذا السخاء.. إسق العطاشى تكرما".

 

تعليق عبر الفيس بوك