السلطنة تستضيف المؤتمر الدولي لـ"مخاطر التسونامي" في غرب المحيط الهندي
الفطيسي: المركز يقدم التنبؤات للمساعدة في مواجهة الكوارث الطبيعية
الرؤية - أحمد الجهوري
استضافت السلطنة أمس أعمال المؤتمر الدولي الأول حول التخفيف من مخاطر التسونامي في غرب المحيط الهندي" بمشاركة 180 مشاركًا من السلطنة و100 مشارك من دول أخرى، تحت رعاية معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي الأمين العام لمجلس الوزراء.
وصاحب المؤتمر الذي نظمته الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تدشين المركز الوطني للإنذار المبكر، حيث أطلقت السلطنة مشروع الإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بأوامر سامية وذلك عقب كارثة التسونامي التي لحقت بدول جنوب غرب آسيا في شهر ديسمبر عام 2004 م، وذلك لحاجة السلطنة إلى مثل هذا المشروع بعد الأنواء المناخية "جونو" الذي أثر على سواحل السلطنة في شهر يونيو عام 2007 م و"فيت" الذي وقع في شهر يونيو عام 2010 م.
وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني إن المركز الوطني للإنذار يعتبر إنجازا جديدا يضاف إلى عهد النهضة التي أرساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-. مضيفًا معاليه أنّ المركز هو والأول من نوعه في المنطقة وجاءت ولادة فكرة هذا المركز من توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بأن يكون هناك نظام ومركز للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة حيث من الصعب أن يتم وقف الكوارث الطبيعية ولكن ما يجب أن نفعله هو الاستعداد لمثل هذه الكوارث الطبيعية .
وأشار معالي وزير النقل والاتصالات إلى أن وظيفة المركز هي معرفة وقت حدوث هذه الكوارث وإيصال المعلومات إلى المؤسسات والمعنيين في وقتها المحدد لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الكوارث. لافتا إلى أن المركز في بدايته سيركز على الأنواء المناخية من أعاصير وغيرها وظاهرة التسونامي وجزء لظاهرة الفيضانات في السلطنة وقد يتطور المركز لاحقا ليحتوي على جميع المخاطر كحرائق وتسربات نفطية وغيرها .
وبين معاليه أن العمل بالمركز بدأ في عام 2011م تقريبا ومنذ تلك الفترة يتم التجهيز له بإرسال الكوادر المناسبة لدول العالم وتمّ الاتفاق مع "اليونسكو" لتقديم الدعم الفني وشراء الأجهزة المتقدمة وهي أحدث ما توصل إليه العالم في هذه الأنظمة، مشيرًا معاليه إلى أنه ومع تدشين المركز الوطني للإنذار المبكر اليوم أصبح واقعا ملموسا وسيقدم الخدمة المنتظرة منه. معربًا معاليه عن فخره بأن المركز يدار بأيد عمانية تم تأهيلهم وصقلهم لمثل هذه المهمة وتلقوا التدريب والدراسات على مستوى عال خلال الأربع السنوات الماضية.
وأفاد معالي وزير النقل والاتصالات أنه تمت الاستعانة بخبراء من دول مختلفة لاختيار الأنظمة والبرامج والأجهزة؛ حيث إن هناك العديد من الأجهزة الحساسة وضعت على طول شريط الساحل العماني لمعرفة ارتفاع الأمواج وأخرى للزلازل على مختلف محافظات ومناطق السلطنة إضافة إلى 5 رادارات للطقس تمّ تركيبها وحساسات لمعرفة ما إذا كانت هناك تغيرات في مستوى الأرض والمعروفة بانظمة "ال جي بي اس" وربط المركز بنظام إرسال الرسائل النصية القصيرة لمراحل الإنذار للجهات المعنيّة والمواطنين مستقبلا .
وقال معاليه إنّ المركز يحتوي على تنبؤات عددية بالمساندة مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ببعض النماذج العددية والصور الطبيعية للأعاصير في العالم، ولذلك لا يقتصر المركز على متابعته للسلطنة والمنطقة ولكن على دول العالم أشمل وقد يغذي المركز دول العالم والمهتمين بهذا المجال بالمعلومات التي يحتاجونها عن الأعاصير التي قد تحدث في محيطات العالم. حضر المؤتمر والتدشين عدد من أصحاب المعالي والسعادة وشرطة عمان السلطانية وعدد من المهتمين بهذا المجال.
من جانبه قال سعادة محمد الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني: يعتبر تدشين المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة نقله نوعية مقارنة بمركز التنبؤات القديم، وليس فقط من حيث الانظمة والتجهيزات والبرمجيات وإنما نقله للكوادر الوطنية العمانية والتي- لله الحمد - مرت بعدة سنوات من التأهيل في أعرق الجامعات وأفضل المراكز وكذلك التدريب على رأس العمل خاصة مع الشركات الموردة والمشغلة للمعدات.
وأضاف: يحتوي المركز على أحدث الأنظمة على مستوى العالم مما يؤهله للإنذار المبكر من أمواج تسونامي وفي حالة حدوث زلزال في منطقة معينة سوف نتسلم الإنذار بحدوث الزلزال واحتمالية وجود تسونامي، والكشف إذا كانت سوف تؤثر على سواحل السلطنة، ويصل وقت الإنذار المبكر أحيانا إلى أكثر من 30 دقيقة.
هذا وتضمن المؤتمر 4 جلسات عمل، الأولى بعنوان "التسونامي التاريخية وما قبل التاريخية في صدع مكران" والجلسة الثانية بعنوان "مخاطر التسونامي" والجلسة الثالثة "هشاشة السواحل".
والجلسة الرابعة "الرصد وبث التحذير"، وتقدّم خلال الجلسات 27 ورقة عمل و10 ملصقات بحثيّة علمية في المعرض.
ويعتبر هذا المؤتمر الأول من نوعه في غرب المحيط الهندي ويعقد لأول مرة في السلطنة، واستعرض38 بحثاً علمياً لمتخصصين من شتى أنحاء العالم، ويأتي بذلك جامعاً بين مصممي النماذج العددية والجيولوجيين وعلماء الزلازل والمهنيين الذين يدرسون مصادر التسونامي في غرب المحيط الهندي، وكذلك المتخصصين في تخطيط البنية الأساسية.
ومن أهم أهداف المؤتمر فهم أفضل لظاهرة التسونامي في غرب المحيط الهندي وخاصة التسونامي الذي نتج من صدع مكران وإيجاد أنظمة إنذار مبكر ذات فاعلية أكثر ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع. وستتولى اللجنة المنظمة طباعة ونشر أوارق العمل المختارة في أحدى المجلات العلمية المرموقة.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني أقامت في 22 أكتوبر عام2009 بالتوقيع على مذكرة تعاون مع المنظمة العالميّة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بمقرها الرئيسي في باريس من أجل التخطيط ووضع البنية الأساسية لهذا المشروع الاستراتيجي. ويتمثل دور منظمة (اليونسكو) من خلال اللجنة الدولية الحكوميّة لعلوم المحيطات بمساعدة السلطنة في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، ومن ضمن بنود الاتفاقية أن تقوم (اليونسكو) في المرحلة الأولى بالمساعدة في تدريب كوادر وطنيّة متخصصة وبناء المواد التثقيفية للتوعية العامة عن طريق تنظيم ورش تدريبية وحلقات عمل لتدريب قيادات المجتمع المحلي على كيفية التأهب لمواجهة الكوارث الطبيعية باستخدام أفضل الممارسات العلمية المعمول بها في هذا المجال.
وتزامن عقد المؤتمر وتدشين النظام الوطني والاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية مع عقد الاجتماع الدولي العاشر لفريق التنسيق الدولي الحكومي المعني بنظام الإنذار بأمواج التسونامي والتخفيف من آثارها في المحيط الهندي (-X ICG/IOTWS) خلال الفترة من 24 إلى 26 مارس الجاري.