من مقاعد الحضور بأمسية اليوم الإعلامي

خلفان العاصمي

من النادر جدا أن ألبي دعوات لحضور فعاليات رسمية، ذات طابع بروتوكولي، متعب، وخاصة التي تتطلب حضورا مبكرا، وكم من المجاملات التي لا أجيدها، يفرضها الحضور وخاصة أصحاب الصف الأول، ومع هذا فإنّ طبيعة عملي تفرض عليّ في أحيان كثيرة حضور مثل هذه المناسبات، سواء للتغطية أو للمشاركة، ونظرا لتعاملي المتواصل من خلال البرامج الإذاعية العامة التي أقدمها مع شرائح مختلفة من أصحاب مثل هذه المناسبات ولرغبتي في أن أكون بالقرب من الحدث الذي قد أتناوله برامجيا فأجدني مضطرًا للحضور ولو لجزء من الفعاليّة وفي المقاعد الأخيرة.

خلال الأسبوع الماضي تلقيت دعوة لحضور الأمسية التي ستقيمها دائرة العلاقات العامة والإعلام بجامعة السلطان قابوس بمناسبة اليوم الإعلامي والذي تنظمه الجامعة بشكل سنوي، مع فعاليات إعلاميّة أخرى تنظم بالجامعة على مدار العام الأكاديمي سواء من قبل قسم الإعلام بكليّة الآداب والعلوم الاجتماعية أو من خلال الجماعة الإعلاميّة بعمادة شؤون الطلاب، ومع حالة التردد في الحضور أو عدمه، حسمت الأمر قبل موعد الأمسية بسويعات فقررت الحضور لدوافع كثيرة أبرزها وجود الشاعر والإعلامي اللبناني المعروف زاهي وهبي صاحب البرنامج الأشهر خليك بالبيت والذي تمّ بثه على قناة المستقبل على مدى خمسة عشر عاما حين كانت القناة من ضمن القنوات القليلة التي تصلنا عبر لاقطات البث الفضائي، هذا الحضور الذي دفعني بأن أخصص هذا المقال لما لمسته في هذه الأمسية من تفاصيل أجدها مهمة للحديث عنها وخاصة ما هو مرتبط بالجانب المهني.

وصلت القاعة الكبرى بالمركز الثقافي بالجامعة قبل الموعد المحدد للأمسية في بطاقة الدعوة بخمس دقائق مع علمي أن ما حدد في البطاقة من وقت سيكون مختلفا عن الوقت الفعلي الذي ستبدأ فيه الأمسية كعادة معظم فعالياتنا وإن لم يكن مجملها فأخذت مكاني بعد أن اصطحبني أحد المنظمين لأجد مجموعة من زملاء المهنة قد سبقوني في الحضور.

الحدث الرئيسي في الأمسية كان الجلسة الحوارية الفكرية وضيفيها كما أسلفت الشاعر والإعلامي زاهي وهبي وهو قامة إعلاميّة وفكريّة كبيرة على مستوى الوطن العربي، قام بإعداد وتقديم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونيّة أشهرها برنامجه خليك بالبيت، الذي استمر لأكثر من خمسة عشر سنة وتوقف مع استقالته من تلفزيون المستقبل، وغالب برامجه بعيدة عن السياسة، تخوض في الشأن الثقافي والفني وقد تتطرق لبعض القضايا الفكرية، ويقدم حاليآ برنامج بيت القصيد على قناة الميادين، والضيفة الثانية كانت الروائية والإعلامية السعودية الدكتورة بدرية البشر صاحبة برنامج #بدرية على قناة الأم بي سي والحاصلة على جائزة افضل عمود صحفي ضمن جوائز الصحافة العربية لعام2011، وصاحبة روايات هند والمعسكر، وحبة الهال، وغراميات شارع الأعشى، بينما أدار الأمسية الصديق الإعلامي سالم العمري، الذي يميل للبرامج الحوارية وخاصة البرامج ذات الطبيعة الجدلية سواء من خلال شخصية الضيف او موضوع الحوار، ويقدم الآن برنامج كل الأسئلة عبر اذاعة هلا اف ام.

قبيل بدء الأمسية دار بيني وبين أحد الجالسين بجانبي حوار عن مدى تأثير ضيفي الأمسية على الجمهور الحاضر من طلاب وطالبات الجامعة وخاصة الإعلامي زاهي وهبي والذي يعتبر من رواد البرامج الحوارية في الوطن العربي وتعرفه أجيال نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثانية أكثر من الجيل الحالي الذي تلاطمت معه أمواج ما يبث على الفضائيات وربما فقد الشخصية الإعلامية المؤثرة ودلل صاحبي ذلك بالعدد القليل نسبيا من الحضور مقارنة بحجم القاعة الكبرى بالمركز الثقافي رابطا ذلك بالجهد الذي بذله المنظمون في استقطاب ضيفين بحجم الأستاذ زاهي والدكتورة بدرية.

أكثر ما شدني في الأمسية الأسلوب الإخراجي الجميل والذي اتقنه المنظمون مما يؤكد على قدرة شبابنا من طلاب وطالبات الجامعة وخاصة الدارسين بقسم الإعلام على الخروج من النمطية إلى أفكار جديدة تواكب تقنيات العصر، حيث تمّ تقديم الأمسية على شكل برنامج تلفزيوني حواري شكلا من حيث الديكور والإضاءة والفواصل والتصوير بأكثر من كاميرا ومضموننا من خلال الإعداد الجيد والغوص في أعماق الشخصية المستضافة والتسلسل المنطقي في طرح الأسئلة وتوزيعها ومشاركة الجمهور سواء من خلال تفاعلهم عبر وسم خاص اطلق على تويتر، وقيام ضيفي الأمسية بتقديم نسخ من كتاباتهما مهداة وموقعة في ذات اللحظة.

تعليق عبر الفيس بوك