زيارة توعوية لطلاب مدرسة السلطان قابوس الخاصة إلى محمية رأس الشجر الطبيعية

مسقط - الرُّؤية

استقبلتْ محميَّة رأس الشجر الطبيعية 120 طالبا وطالبة -على مدار يومين- بالتنسيق بين مدرسة السلطان قابوس الخاصة بالحيل ومكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني. وتعرَّف الطلابُ من خلالها على مفهوم المحمية بشكل عام، ومكونات محمية رأس الشجر الطبيعية الأحيائية كالغطاء النباتي والثروة الحيوانية التي تعيش فيها؛ من خلال موظفي ومراقبي الحياة البرية بمكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني.

وتَعرَّف الطلاب على أقرب المعالم السياحية للمحمية كمتنزه هوية نجم، وزاروا الجزء الساحلي للمحمية، وشاهدوا قطعان الغزلان وهي ترتع في آمان في المحمية، كما زاروا منطقة منقص في المحمية وشاهدوا الوعل العربي فيها، وعرجوا على البقعة التي قام مكتب حفظ البيئة بزراعتها بأشجار السمر والسدر المحلي والغاف البري، وكان منحل المحمية المقام من قبل المكتب في إحدى زوايا المحمية هو المحطة الأخيرة لزيارتهم، والذي أنشأه المكتب للاستفادة من رحيق أزهار أشجار السمر والسدر المحليين بغية تحقيق مبدأ استدامة الموارد بالتعاون مع المجتمع المحلي.

وعَبَّر الطلاب عن انبهارهم بما تضمُّه بيئة المحمية من تنوع أحيائي فريد في الموارد.

وقَالتْ الطالبة شيم البلوشية: أتاحت لي الزيارة فرصة مشاهدة الغزلان التي لم أرها من قبل على الطبيعة، فقد كان منظرها وهي تجري في المحمية رائعا للغاية، وكنت أتمنى مشاهدة الوعل العربي الذي تنفرد بلدنا بوجوده إضافة إلى دولة الإمارات العربية كما أخبرنا إخصائي مكتب حفظ البيئة، ولكن يبدو أنه كان مُختبئا في أحد الصخور الوعرة التي تشبه لونه، فلا يُمكن أن تراه حتى لو كان موجودًا إذا لم يكن يتحرك؛ الأمر الذي جعلنا لا نُحدث أصواتًا؛ لنتمكن من مشاهدته في بيئته.

وقَالتْ الطالبة مزنة البلوشية: قبل الزيارة لم نكن نعرف مفهوم المحمية، وتوقعت أن نرى الحيوانات في أقفاص لمشاهدتها عن قرب، ولكن اتضح من خلال الزيارة أن المحمية عبارة عن مساحة جغرافية يتم حمايتها دون المساس بما تحويه من كائنات حية، ولا يُسمح بتعميرها أو إقامة طرق فيها حتى لا تنزعج الكائنات الحية فيها ومن ثمَّ تهرب، والحيوانات والطيور لم تكن في أقفاص بل رأيتها على الطبيعة تعيش وتحلق من دون إزعاج وكان منظرا رائعا سيبقى في ذاكرتي وسأدونه في مذكراتي.

وأضَافَ الطالب عبدالملك بن علي الرواحي: لم تكن المرة الأولى التي أشاهد فيها الغزال؛ فلدينا واحدٌ في مزرعتنا الخاصة، ولكن هي المرة الأولى التي أشاهده طليقا وفرحا بحريته في المحمية.. أتمنى ألا يقوم أحد بإزعاج هذه الحيوانات والنباتات فهي جميلة جدا في بيئتها.

وقَالَ الطالب عيسى الزدجالي: أبهرني زي مُراقبي الحياة البرية؛ لأنه أشبه باللباس العسكري، ولقد تعرَّفت على طبيعة عملهم، وماذا يفعلون لحماية الحيوانات والنباتات في المحمية، وأتمنى أن تكون لديَّ شجاعتهم يوما ما عندما أكبر لأحمي بيئتي كما يفعلون.

وقَالتْ الطالبة مرام المغيرية إنَّها تتمنَّى أن تتكرر مثل هذه الزيارات لرؤية الحيوانات في بيئاتها، وأن تستمتع بمشاهدة جمالها.. وقالت: سأخبر أسرتي بما رأيت، وسأقوم بعمل بطاقات جميلة لها وأعلقها في صفي.

وعبَّرتْ المعلمة منال سفر -إحدى مشرفات الطلاب من المدرسة- عن شكرها وتقديرها لمكتب حفظ البيئة لاستقبال الطلاب في المحمية.. وقالت إنَّ برنامج الزيارة الذي أعده مكتب حفظ البيئة كان غنيًّا بالمعلومات ومشوقا للطلاب، وأثار حماسهم ودافعيتهم لضرورة حماية المحميات بشكل عام في السلطنة.. وأضافت: نتمنى أن تقوم جميع المدارس بمثل هذه الزيارات التي تعد ميدانا تطبيقيا للمفاهيم البيئية، وتزرع بداخل الطلاب الشغف ليكونوا يوما ما أشخاصا ناضجين مسؤولين عن بيئتهم، وسيفا قاطعا لأي تهديدات قد تواجهها.

تعليق عبر الفيس بوك