أمي الحنون "عمان"...

عائشة البلوشية

جاء الحادي والعشرين من مارس 2015م ونحن نتلهف أن نقدم لك أجمل هدية ﻷمنا في يومها، كل عام نحن أبناؤك نهديك إخﻻصنا وإنجازاتنا وجهدنا، أما الحب فهذا خارج نطاق الإهداء ﻷنه حب فطري عميق، ولد معنا ويجري في عروقنا مجرى الماء، لكننا منذ ثمانية أشهر ونحن نترقب أن نقدم لك أثمن الهدايا، هدية تفوق كل ما قدمناه لك، فوردة السلطان قابوس هي عطرك، فكيف سنقدم لك الورد؟!، وجمال أرضك وجبالك وبحارك هي زينتك، فما هي الزينة التي سنهديها لك؟ نريد أن نهديك هدية تفوق معنى الإهداء بسنوات ضوئية، هدية تفوق الإخﻻص ﻷنها معناه، وتفوق الاجتهاد ﻷنها مثاله، وتفوق الوﻻء ﻷنها أصله، وتفوق الحب ﻷنها كنهه، وتفوق الامتنان ﻷنها هويته...

أمي الحنون عمان، خطوت كجميع أقراني ومن أتى بعدي إلى مدارسك، فتعلمت وأنا أرى صورة نبض قلبك وحبة قلوبنا جميعا معلقة فوق سبورة الصف، وكلما رفعت عيني أجدد مع دقات قلبي عهد الحب والوﻻء والعرفان لك وله، وكلنا كذلك يا أمي، حتى أطفالنا اليوم دأبوا على هذا العشق الأسطوري، فماذا أهديك في يوم الأم؟!...

أمي الحنون عمان، تنقلت كغيري من أبنائك على طرقاتك الوعرة والممهدة والمعبدة، نتطور من مرحلة إلى أخرى، ونحن نشاهد نبض قلبك وحبة قلوبنا جميعا يجوب الطرقات سنويا ليلتقي بنا ويسعدنا بقربه كما يسعد هو بقربه منا، ويرفع يده البيضاء ملوحا بكف السﻻم وتلك الابتسامة الغالية التي نعشقها ﻻ تفارق محياه الوضاح، فماذا أهديك يا أمي في يوم الأم؟!....

أمي الحنون عمان، تقطر الأحداق دما، بعد أن غشى البياض بؤبؤها شوقا له، أكتب لك يا أمي وأنا أبكي كجميع أبناؤك البررة، ﻷنني أشتاق وأطمح وأسأل وأرجو الله أن نهديك نحن جميعا أغلى هدية، وهي البشارة الأروع، وليتنا نستطيع أن نسعدك كما فرح سيدنا يعقوب عليه السﻻم ببشارة قميص سيدنا يوسف، ونهديك بشارة عودة حبيبك وحبيبنا وسيدك وسيدنا الذي نفديه بالحال والمال....

أمي الحنون عمان، ليس لنا إﻻ التضرع والدعاء السخي أن يسعدك المولى عز وجل ويسعدنا بعودته سالما غانما مشافى معافى شفاء تاما عاما لنسعد به ويسعد بنا، ويعود طعم الحياة لجزئيات أيامنا معه وبه وإليه ومنه...

توقيع: "ست الحبايب يا حبيبة، يا أغلى من روحي ودمي، يا حنينه وكلك طيبة، يا رب يخليك يا أمي".

تعليق عبر الفيس بوك