انخرط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبتأثير حمى الانتخابات الإسرائيلية في حملة لإطلاق التصريحات الهادفة إلى استدرار عطف غلاة اليمينيين أمام صناديق الانتخابات اليوم، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تأخره عن خصومه من يسار الوسط..
وتنم تصريحات نتنياهو بشأن اعتزامه منع إقامة الدولة الفلسطينية في حالة فوزه بالانتخابات، عن حالة العداء المتأصل للعملية السلمية التي يمكن أن تفضي إلى حل الدولتين، وتكشف مدى الزيف والخداع الذي اتسم به مسلكه السياسي إبان المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية التي نظمت برعاية أمريكية العام المنصرم، حيث حاول أن يظهر بمظهر الحادب على المسار التفاوضي، الحريص على الحل السلمي، بينما كان في قرارة نفسه مقتنعًا تمامًا بأنّه يمارس التعمية والتضليل لكسب الوقت لتمرير مخططاته الاستيطانية، ومشاريع تهويد القدس وطمس معالمها وتهجير أهلها..
لم يستغرب الشارع الفلسطيني عندما أعلن نتنياهو في حملته الانتخابية اعتزامه منع إقامة الدولة الفلسطينية في حال فوزه، لأنه يُدرك ما تنطوي عليه نفسية الرجل من عداء مستحكم للسلام، ومعاداته لكل إجراء من شأنه أن يُعيد للفلسطينيين حقوقهم المسلوبة، ويحقق مطالبهم المشروعة في دولتهم المستقلة والقابلة للحياة.
يدرك الفلسطينيون أنّ حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي المتعلق بالدولة الفلسطينية، ليس مجرد محاولة لجذب أصوات اليمين المتشدد فحسب، بل تمثل توجهًا أصيلاً في سياساته ومواقفه التي خبروها طوال رئاسته لمجلس وزراء دولة الاحتلال. وتعكس حقيقة السياسة الإسرائيلية ككل ولا تأتي في سياق حملة دعائية انتخابية فقط..
ويبقى القول، إنّ على المجتمع الدولي والأمم المتحدة والرباعية الدولية، المبادرة إلى تحميل نتنياهو المسؤولية الكاملة عن إفشال المفاوضات وتدمير فرص الحل السلمي ووأد الجهود الأمريكية والدولية التي بذلت لإنجاح المفاوضات، بعد أن جاهر بمناهضته للمبدأ الذي تقوم عليه هذه المفاوضات وهو حل الدولتين..
وعلى العالم أن يرد عمليا على تخرصات نتنياهو بتبني مبادرة عالمية للاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.