حسين الغافري
كان هضم خروج ليفربول من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا سهلاً بعض الشيء .. وقد تقبل عشاق الشياطين الحُمر غياب مانشستر يونايتد عن البطولة هذا العام ولو إن القبول كان مُرّاً للغاية .. وجرت العادة أن لا تكون مفاجأة أصلاً، عندما يغرد آرسنال في الأدوار الأمامية لما بعد دور الثمانية .. مع إن بوادر عدم حدوث مفاجأة من الجنرز تبدو في طريقها للاستمرار بعد سقوطهم بمعقلهم أمام موناكو الفرنسي بثلاثية قد تُعقد أوضاعهم بالإياب رغم إن الكرة لا تعترف بالتعقيدات والقراءات السابقة، ودائماً ما كان الوضع بالملعب مختلفاً عما بالأوراق. أما مانشستر سيتي فيأمل في غزوه لأوروبا والصعود للمرة الأولى إلى دور الثمانية، على الرغم من سقوطه في ملعبه من برشلونة في لقاء الذهاب .. حالات صعبة تؤرق كبار إنجلترا، فهل هي حالة استثنائية أم إنها تدق ناقوس خطر لغدٍ قادم؟!.
قد يكون موضوع ضعف الحضور الإنكليزي في مقدمة المنافسات الأوروبية هذا العام والعام الماضي قد حظي باهتمام واسع منذُ فترة ليست بقصيرة، وقد ألقى بصداه مجدداً خصوصاً بعد توديع تشيلسي الإنكليزي للبطولة على أرضه أمام باريس سان جيرمان بعد أن كانت الآمال معقودة على رجال مورينهو؛ لكون الفريق يظهر ترابط وقوة محلية على عكس باقي المنافسين، ويسير على طريق تحقيق لقب الدوري الإنجليزي بخطى متزنة. اللقب الإنجليزي تلك بطولة العريقة التي يبصم فيها (بالعشرة) عدد كبير من الرياضيين والنقاد والمحللين بمختلف قناعاتهم وميولاتهم الرياضية، على صعوبتها وعلى شراسة المنافسة فيها .. وأنا معهم أقول بأنها فعلاً تتسم بتنافس مشوق حتى آخر أنفاسه، ويجري تبدّل المراكز بين جولة وأخرى باستمرار، فهناك جهود جنونية للظفر بالمراكز المتقدمة بشكل مستمر، وهو أمر يلفت الجمهور العاشق لمتعة حقيقية قبل كل شيء.. الأمر الذي أصبح مبرهناً وبانطباعات ملموسة على أن هذه البطولة تتصدر قائمة التشويق والمتابعة وتحوز على استقطاب أكبر شريحة عالمية.
أين الخلل إذاً؟!. لا يوجد خلل بمعنى الخلل وإنما علامات الإستفهام زادت بذهن المتابعين في حضور عمالقة إنكلترا أوروبياً؛ كونه أصبح متوسطاً بعض الشيء .. أو بمعنى آخر هبط ذلك الزخم الذي كان يسابق أندية مانشستر يونايتد وآرسنال وليفربول وتشيلسي في الأمس القريب .. ولا يعكس حدة الإثارة المحلية إطلاقاً!. ومن وجهة نظر أجدني متفقاً مع من علل هذه الهشاشة إلى الضغط الرهيب في جدول مباريات الأندية محلياً!. فهؤلاء يلعبون في كل الشهور وبكل الأسابيع وبأيام العُطلّ والمناسبات، مما خلّف ضغط مثقل للأندية!. ودائماً ما يكون معدل مشاركات لاعبيهم أكثر من غيرهم في بطولات كإسبانيا وإيطاليا وألمانيا؛ لكثرة البطولات المحلية!. ناهيك على ارتباطاتهم الدولية مع منتخباتهم في مختلف الاستحقاقات، فهم ليسوا آلالات، - مع إن الآلة قد تتعطّل - واستنزاف طاقات الأندية الإنكليزية (محلياً) جعلهم يصلون إلى الأدوار المتقدمة من شهر فبراير فأعلى وهم في حالة إنهاك لا يُحّسَدُون عليها، وهو أبرز سبب على تراجعهم أوروبياً!. وتظهر آثار ذلك الضغط جلية أيضاً في المنتخب الإنجليزي لحضوره في البطولات العالمية والقارية كإسم ليس إلا رغم الأسماء التي يمتلكها في صفوفه!.
ختاماً، حتى لا يعتبرني القارئ متحاملاً بعض الشيء في ما أقول، لكن بعد كل ذلك القلق من مسؤولي الدوري الإنجليزي وخوفهم من ضعف أنديتهم على مستوى دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي قد يعيد نظرهم في نظام البطولات كلها .. ووقتها وطريقة نشاطها؛ حتى تعطي بذات الطاقة في تنقلات الأندية خارجياً، وقد يستمر على ما هو عليه كونه قرين تعاقدات اقتصادية أوصلت الدوري ليكون الأغنى حتى الآن وجعلته تنافسياً لأبعد الحدود وأوجدت أرباح بالمليارات!. جميع الاحتمالات واردة والأمر يستحق الاهتمام.