الرئيس السوري "يستخف" بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي.. وفرنسا: لن يكون الأسد جزءا من الحل

عواصم - وكالات

قالت فرنسا أمس إنها لا تزال تعارض إجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد يوم من تحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن إمكانية احتمال التفاوض معه.

وفي رد على تصريحات كيري أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى تعليقات أدلى بها وزير الخارجية لوران فابيوس في نهاية فبراير وقال فيها إن المحادثات يجب أن تضم عناصر من النظام الحالي وأعضاء المعارضة تمهيدًا لتشكيل حكومة وحدة. ونقلت الوزارة عن فابيوس قوله "من الواضح لنا أن بشار الأسد لا يمكن أن يكون داخل هذا الإطار. ورفض الرئيس السوري بشار الأسد أمس تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي قال فيها إن الأسد يجب أن يكون طرفا في أي مفاوضات ترمي إلى حدوث تحول سياسي قائلا "أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة فلا يهم".

وقال الأسد في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي السوري "مازلنا نستمع لتصريحات وعلينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر."

وفي مقابلة مع شبكة (سي.بي.إس) أول أمس لم يكرر كيري الموقف الرسمي الأمريكي بأن الأسد فقد كل شرعيته ويتعين عليه الرحيل. وقال كيري عندما سئل إن كانت الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع الأسد "ينبغي علينا التفاوض في نهاية المطاف." وذكر كيري أن الولايات المتحدة ودولا أخرى لم يحددها تبحث سبل إحياء العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا الذي خلف أكثر من 200 ألف قتيل. وقال كيري "ما نسعى لتحقيقه هو حمله (الأسد) على المجيء لعمل ذلك وقد يتطلب الأمر زيادة الضغوط عليه بأشكال متعددة بهدف تحقيق ذلك."

وقال الأسد إن أي تغير في السلوك الدولي تجاه الموقف الذي وجدت سوريا نفسها فيه سيكون إيجابيا. لكنه قال إنه يتعين على الدول الأجنبية أن توقف دعمها للجماعات "الإرهابية" في سوريا. وقال "أي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار هي شيء إيجابي إن كانت صادقة... ولكنها تبدأ أولا بوقف الدعم السياسي للإرهابيين ووقف التمويل ووقف إرسال السلاح وبالضغط على الدول الأوروبية وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا والتي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وأيضا العسكري للإرهابيين."

وردا على سؤال حول تغير مواقف بعض الدول الأساسية فيما يتعلق ببقاء الأسد والحوار معه قال الرئيس السوري "سواء قالوا يبقى أو لا يبقى..الكلام في هذا الموضوع هو للشعب السوري فقط."

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف في وقت لاحق يوم الأحد إن كيري لم يكن يشير على نحو خاص إلى الأسد. وأضافت أن واشنطن لن تتفاوض قط مع الرئيس السوري.

لكن تصريحات كيري أثارت بالفعل اضطرابا بين الدول المعارضة للأسد. وأعربت مجموعة من المحللين المقربين من حكومات دول عربية بالخليج تعارض حكم الأسد عن قلقها واستيائها.

وقالت فرنسا وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة إن موقفها لم يتغير وإن الأسد لا يمكن أن يكون طرفا في التفاوض من أجل التوصل إلى حل في سوريا.

وعندما سئل وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو عن تصريحات كيري قال للصحفيين "نظام الأسد هو سبب كل المشكلات في سوريا." وأضاف "ما الذي يمكن التفاوض عليه مع الأسد ؟. وتابع "ما الذي ستتفاوضون عليه مع نظام قتل أكثر من 200 ألف شخص واستخدم الأسلحة الكيماوية؟ ما النتائج التي تحققت من خلال المفاوضات حتى الآن؟" ولم تسفر جولتان من محادثات السلام العام الماضي في جنيف عن وقف الصراع المستمر منذ عام 2011. ووجهت روسيا وهي حليف وثيق للأسد الدعوة أمس لمبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا لحضور جولة ثانية من المفاوضات المقررة أوائل أبريل. وقاطعت شخصيات مهمة من المعارضين السياسيين الجولة الأولى ولم تشارك فيها أيضًا الفصائل الرئيسية بالمعارضة المسلحة.

 

تعليق عبر الفيس بوك