الملتقى الإعلامي العماني الكويتي يبحث بلورة رؤية ثنائية مشتركة لتدعيم التعاون

 

الحسني يفتتح جلسات الملتقى ويؤكد على ضرورة استثمار التعاون الإعلامي بين البلدين

العجمي: نستهدف منظومة إعلامية قوية تحمي الوعي المجتمعي من الرسائل المعادية

باقوير: الملتقى يهدف إلى تبادل الخبرات والرؤى في المجالين الإعلامي والاقتصادي

المطيري: المتلقي في حاجة إلى وسائل إعلام تحترم حريته بعيدا عن ثقافة التعصب

 

الرؤية- مدرين المكتومية

افتتح أمس معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام أعمال الملتقى الإعلامي العماني الكويتي الذي تنظمه جمعية الصحفيين العمانية تحت شعار "نلتقي.. لنرتقي" بالتعاون مع الملتقى الدولي للمعارض والمؤتمرات بفندق كراون بلازا. وقال معالي الوزير إن تطوير العمل الإعلامي في هذه المرحلة يوجب على الجميع التعاون والتكامل لمسايرة ذلك الموج المتلاطم من الضخ الإعلامي المتنوع على مستوى العالم، لذلك يأتي الملتقى للتعبير عن رؤية إعلامية مشتركة بين الجانبين العماني والكويتي على مدار يومين.

وأضاف معاليه أن علاقات السلطنة بدولة الكويت الشقيقة ممتدة في كثير من المجالات من خلال اللجان المشتركة، ومن بينها الجوانب الإعلامية التي تشهد تعاونا مثمرا بين البلدين في مجالات المشاورات والتأهيل والتدريب في وزارتي الإعلام العمانية والكويتية أو في وكالة الأنباء الكويتية ووكالة الأنباء العمانية، وكذلك في مجال الإذاعة والتلفزيون.

وشهد افتتاح الملتقى حضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وسعادة فهد المطيري سفير دول الكويت بالسلطنة وجمع من الإعلاميين من السلطنة ومن دولة الكويت، وطلاب الإعلام بجامعة السلطان قابوس وكلية البيان للدراسات الإعلامية، بتنظيم من جمعية الصحفيين العمانية وبالتعاون مع مؤسسة الملتقى الدولي لتنظيم المؤتمرات.

وألقى أمين عام الملتقى منصور العجمي كلمة قال فيها: أتينا إليكم من الكويت الصداقة، كويت السلام، كويت الإنسانية حاملين إليكم رسالة عنوانها الاحترام المتبادل، علاقة رسم خارطة طريقها زعماء البلدين على مر التاريخ وحدد ملامحها سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد وأخيه صاحب الجلالة قابوس بن سعيد المعظم، ويجب علينا أن نلتقط الإشارة ونعي خصوصية تلك العلاقة ونعمل في هذا الإطار بما يعزز إيجاد رؤية مشتركة على جميع المستويات بما يخدم بلدينا وشعبينا وما هذا الملتقى إلا لبنة من لبنات التعاون والتنسيق.

وأضاف العجمي أن الظروف التي تمر بها منطقتنا العربية من تحولات متسارعة تتطلب منِّا تظافر الجهود وتطابق المواقف للوصول بسفينة منظومتنا الخليجية إلى بر الأمان وهنا يبرز دور الجوانب السياسية بضرورة بذل الجهد للخروج برؤية مشتركة نتحد خلفها، لمواجهة تلك التحولات، ومن هنا يأتي دور المسؤولين بين البلدين بضرورة تحصين مجتمعاتنا من أي فكر متطرف والاعتماد على التثقيف، وقوة المحبة، كما يجب على القائمين على الإعلام مراقبة التسارع الذي يشهده عالم الإعلام حتى لا تكون شعوبنا أسرى لبعض الرسائل المعادية. أما فيما يتعلق بالشق الاقتصادي فالتكامل الاقتصادي الخليجي أصبح ضرورة أكثر من أي وقت ويجب أن نتعامل مع القوى الخارجية على هذا الأساس لأننا نعيش حقبة لا مكان للضعفاء فيها، وستركز جلسات الملتقى على تلك المحاور آملين الخروج بتوصيات تطبق على أرض الواقع.

استثمار التعاون

وقال عوض بن سعيد باقوير رئيس جمعية الصحفيين العمانية في كلمته إن السلطنة تحرص دائماً على الاحتفاء بأشقائها في إطار نظرة السلطنة إلى أهمية هذه الملتقيات التي تهدف إلى تبادل الخبرات والرؤى حيث إنّ الملتقى الإعلامي العماني -الكويتي يأتي في إطار التواصل المستمر بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية وفق رؤية القيادتين الحكيمتين بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم - حفظه الله ورعاه، وأخيه صاحب السُّمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة.

وأضاف باقوير أن الملتقيات الإعلامية تحظى بأهمية كبيرة في ظل قدرة المعلومات والتقنية الحديثة، ويأتي الملتقى في مرحلة هامه في إطار التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث يناقش الملتقى مجموعة من المحاور السياسية والإعلامية والاقتصادية من خلال رؤية متعمقة للخبراء والمختصين من البلدين، كما أن جمعية الصحفيين العمانية حريصة على دعم مثل هذه الملتقيات الإعلامية حيث شهدت نفس القاعة قبل شهرين اجتماعات اتحاد الصحافة الخليجية وفي نهاية كلمته أكد أنّ الملتقى الإعلامي الذي يضم نخبة من المختصين في مختلف المجالات لطرح توصيات تخدم المشهد الإعلامي الخليجي بشكل عام وتحث على استثمار التعاون والعلاقات المتميزة بين السلطنة ودولة الكويت.

إعلام يبني ولا يهدم

ومن جانبه، عبر سعادة فهد المطيري سفير دولة الكويت الشقيقة لدى السلطنة عن سعادته الغامرة بتنظيم الملتقى الذي يعبر عن عمق العلاقات بين البلدين وأوضح أن ما تعيشه المنطقة من أمن وأمان وما تشهده دولة الكويت وسلطنة عمان من علاقات طيبه يأتي بفضل إنجازات حضرة صاحب السمو الشيخ الصباح الأحمد الصباح وأخيه صاحب الجلالة السلطان قابوس حفظهما الله ورعاهم سعيًا وراء تحقيق المزيد من الاستقرار لمواطنيهم.

وفي حديثه عن فلسفة العمل الإعلامي، قال إن الإعلام ليس السبق الصحفي والإعلامي فقط وإنما هو فن في نقل رسالة بحقيقة مجردة إلى الناس، ووصفه بأنه فن التواصل الاجتماعي بين الناس؛ فالإعلام لم يعد منشأة أو مبنى لقناة تبث وقمرا صناعيا ينقل، وإنما دور وسائل الإعلام بناء شبكة تواصل ثقافية تحترم المتلقي وتبعده عن ثقافة التعصب والتجريح والتخويف والتطرف، لذلك فنحن بحاجة إلى برامج تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم وتدخل الطمأنينة والراحة إلى النفوس. ويبقى السؤال: أين نحن من هذا التواصل؟ وأين الرسالة التي غايتها خدمة الإنسان وبناؤه الصحيح الذي يؤسس على المواصلة الحقة والتي يتم بذرها في نفس الطفل منذ الصغر وترعاه الأسرة وتحافظ عليه ويرسخها الوطن، خصوصا ونحن نعيش في عصر تكنولوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي. وأضاف أن من بين الأولويات العمل على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في إنتاج ونقل المعلومات لاستخدامها في تقديم الخدمات على نحو سريع وفعال، لأن من يملك المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب يملك عناصر القوة والسيطرة في كل مجال، لتحقيق النمو في حجم الإنتاج الفكري وضمان تنوع مصادر المعلومات.

المعرض المصاحب

وأقيم على هامش الملتقى الإعلامي العماني الكويتي معرض للصور والمؤسسات عرضت من خلاله لجنة المصورين العمانية بالجمعية ثلاثين صورة صحفية جسدت ملامح من عمان بعرض صور متنوعة من البيئة العمانية وبالتفاصيل الدقيقة لحياة العماني وما تجود به الطبيعة الساحرة من مقومات، وعرضت جملة من المؤسسات تعريفا بمنتجاتها حيث شارك البيت العماني للتحف والهدايا والعطور "مراسم" بعرض نماذج من التحف العمانية من خناجر وسفن شراعية قديمة ونماذج أخرى من السعفيات والنسيج، حيث يمثل البيت العماني الهيئة العمانية للصناعات الحرفية وشاركت دولة الكويت الشقيقة في المعرض من خلال مشاركة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بالتعريف بدوره في الشراكة لإقامة مشاريع إنمائية بالسلطنة وبرز هذا الركن ببعض من المطويات والكتيبات لبعض المشاريع الممولة وشاركت وزارة الأشغال العامة بالكويت بالتعريف بأهم المشاريع الحالية والمستقبلية ولعل أهمها مستشفى جابر وجسر جابر الذي يعد أكبر جسر معلق في العالم وتمثلت مشاركة الأمانة العامة ببعض الإصدارات الإعلامية الخاصة بالدولة حيث تعد الأمانة العامة بالكويت هي المنسقة للأوقاف على مستوى العالم.

الفرص والتحديات

وناقشت الجلسة الحوارية في المحور السياسي موضوع "مجلس التعاون الفرص والتحديات" من خلال التركيز على عدد من الجوانب أبرزها مستقبل مجلس التعاون في ظل المتغيرات الإقليمية، وتباين المصالح بين الدول الست، وكذلك دور الدول الأعضاء في استمرار مسيرة مجلس التعاون، وشارك في الجلسة كل من المكرم الدكتور إبراهيم بن حمود الصبحي مساعد الأمين العام لمجلس التعاون سابقاً، وسامي النصف وزير إعلام سابق بدولة الكويت، والإعلامي الكويتي الدكتور محمد العجمي، والدكتور عبد الحميد الموافي صحفي ومحلل سياسي بجريدة عمان وأدار الفعالية يوسف الهوتي.

وتناولت الجلسة موضوع مستقبل مجلس التعاون في ظل المتغيرات التي تشكل جانبا هاما في تحديد مستقبل دول المجلس من خلال تأثيرها وتأثرها بمختلف الأوضاع الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها المنطقة، كما تمت الإشارة إلى علاقة المنطقة بإيران وأثر توتر تلك العلاقات على استقرار المنطقة ومستقبلها إضافة إلى أن مستقبل دول مجلس التعاون يتأثر بما تعايشه دول المنطقة وما يسمى بالربيع العربي من ظروف، وأشار المتحدثون في الجلسة إلى أنّ الوضع الداخلي لدول الخليج يساهم بقوة في تحديد مستقبلها وأن اللحمة بين هذه الدول ساعدها على التغلب على الكثير من المواقف الصعبة ومثال على ذلك حرب العراق والكويت التي ما كانت لتنتهي لولا الحنكة التي تعامل بها قادة دول المجلس، والتي كلفت تلك الدول خسائر جمة من خلال تأثرها بما حدث من جراء تلك الحرب.

وفي محور التحديات، تمت الإشارة إلى أن دول مجلس التعاون ليست بمعزل عما يحصل في المنطقة من ظروف مختلفة تشكل تحدياً هاما في حد ذاته حيث تشكل التحديات التي تعيشها تلك دول وما يعتريها من ظروف اقتصادية أو سياسية تحديات على دول المجلس بناء على التأثير والتأثر بها، وتشكل نتائج تلك الظروف عبئا اقتصاديا وأمنيا من خلال استنزاف طاقات دول المجلس، كما أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة ودول الخليج كتدني أسعار النفط قد يتحول من مشكلة اقتصادية إلى تحد سياسي هام، وأكد المشاركون في الجلسة أن حكمة قادة دول المجلس لعبت دورا محورياً وهاماً في تجاوز الكثير من التحديات من خلال الفهم الدقيق لها. وفي محور تشكيل دول مجلس التعاون برؤى مختلفة، أوضح المتحدثون أنه للوقوف على الواقع لابد من قراءة متأنية للتاريخ، والثقة بأن التحديات التي مر بها المجلس أسست لصياغة رؤى جديدة، وأن التحدي الأكبر الذي يجب تجاوزه هو الحفاظ على التماسك والاستمرار من خلال تبني مشاريع تساهم وتدعم قوة ذلك التماسك سواء على مستوى كل دولة على حدة، أم على مستوى الدول الأعضاء.

فعاليات اليوم

وتتواصل فعاليات الملتقى الإعلامي اليوم من خلال جلستين حواريتين تتناول الجلسة الأولى " الإعلام الرسمي في ظل المتغيرات الإعلامية، يتحدث فيها كل من محمد العواش وكيل وزارة الإعلام المساعد، رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية بدولة الكويت، والدكتور عبد الله بن خميس الكندي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، والدكتور أنور بن محمد الرواس أستاذ مساعد بقسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، وسعد الفندي مدير إدارة المذيعين بإذاعة الكويت، أما الجلسة الثانية فتناقش المحور الاقتصادي بعنوان "التكامل الاقتصادي الخليجي واقعه وأدوات تطويره الكويت وعمان أنموذجاً يشارك فيها كل من الدكتور أحمد بن سعيد كشوب (خبير اقتصادي) من سلطنة عمان والدكتور سعيد بن محمد الصقري (الجمعية الاقتصادية العُمانية) وعامر التميمي (خبير اقتصادي) من دولة الكويت ومحمد رياض حمزة خبير اقتصادي بوزارة القوى العاملة.

تعليق عبر الفيس بوك