"بوكو حرام" تشن هجمات انتقامية على عرب الشوا.. ونيجيريا تستعين بمرتزقة للمواجهة

فوتوكول - رويترز

قال ضباط عسكريون وسكان محليون إن جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة في نيجيريا تشن هجمات انتقامية على الناطقين بالعربية في شمال البلاد متهمة إياهم بمساعدة الجيش التشادي في قتالها.

وتقول السلطات العسكرية الكاميرونية إن الهجمات التي تستهدف عرب الشوا - وهم جماعة عرقية تتكلم لهجة عربية منتشرة في تشاد- دفعت نحو 10 آلاف شخص على الهرب من نيجيريا وعبور الحدود إلى الكاميرون في الأسابيع الأخيرة.

ونشرت تشاد نحو 2500 جندي في المناطق الحدودية النيجيرية مع الكاميرون والنيجر في إطار جهد إقليمي مشترك لمواجهة تمرد بوكو حرام المستمر منذ أكثر من ست سنوات والذي بات يعرض للخطر استقرار المنطقة الفقيرة.

وكسب الجنود التشاديون المتمرسين في القتال سلسلة من المعارك واستعادوا السيطرة على عدد من البلدات وطردوا مقاتلي بوكو حرام من المنطقة الحدودية مع النيجر والكاميرون.

وقال الميجر بلثاس كوين من القوات الخاصة الكاميرونية إن مقاتلي بوكو حرام استهدفوا الكثير من عرب الشوا المقيمين في قرى تقع على الحدود مع الكاميرون بهجمات انتقامية. وقال لرويترز "تطبق بوكو حرام نوعا من استراتيجية المجازر ضد العرب المشتبه في أنهم يتعاونون مع القوات التشادية."

وينتشر الناطقون بلغة الشوا العربية - وهم يفوقون المليون شخص تقريبًا- في جنوب تشاد وشمال نيجيريا والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وقالت مصادر أمنية إقليمية ودفاعية ودبلوماسية إن نيجيريا جلبت مئات المرتزقة من جنوب أفريقيا والاتحاد السوفيتي السابق لتعزيز هجومها على جماعة بوكو حرام قبل الانتخابات التي تجري في 28 مارس.

واكتسبت الشائعات التي ترددت عن استخدام المرتزقة في محاربة الجماعة المتشددة مصداقية هذا الشهر عندما ظهرت صور على تويتر تبين عربات مدرعة تسير في شارع قيل إنه في مدينة مايدوجوري العاصمة الإقليمية في شمال شرق نيجيريا حيث تنتشر بوكو حرام.

وفي إحدى الصور التي نشرت على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي في السادس من مارس يظهر رجل أبيض يرتدي قميص كاكي اللون ودروعا لحماية الجسد بجوار مدفع رشاش ثقيل العيار على عربة بلون الرمل ضمن طابور يسير عبر الشوارع عند الغسق.

وتمكن صحفي يعمل في رويترز على دراية بمدينة مايدوجوري من التحقق من صحة الموقع في الصورة وقال إنه شارع اسمه باما في اتجاه الجنوب الشرقي من المدينة بالقرب من جامعة مايدوجوري.

وتشير لافتات الحملة الانتخابية لكاشيم شيتيما حاكم ولاية بورنو والتي تتدلى من أعمدة الإضاءة في الشوارع إلى أن الصورة التقطت في الآونة الأخيرة. كما أن أعمدة الإضاءة المميزة بزخارفها من الحديد المشغول لم يتم تركيبها إلا في العام الماضي.

وأكدت المصادر الأمنية والدبلوماسية وجود مئات من المتعاقدين العسكريين الأجانب على الأرض بما في ذلك مدينة مايدوجوري في الآونة الأخيرة وقدرت العدد بأنه أكبر كثيرا من التقدير السابق الذي ورد في تقارير قدرت العدد بمئة. وامتنع مايك أوميري الناطق بلسان الحكومة عن التعقيب وأحال الأسئلة إلى المتحدث العسكري كريس أولوكولادي الذي امتنع عن الرد على طلبات عديدة للتعقيب.

تعليق عبر الفيس بوك