الرؤية - إيمان الحريبي - محمد قنات
تصوير/ راشد الكندي
اعتبر فائزون بجائزة الرؤية الاقتصادية أنّ تتويجهم بجائزة الرؤية الاقتصادية في دورتها الرابعة، حافز للمزيد من العطاء والتألق، وشحذ للهمم للمضي قدمًا في مسيرة التميز والإبداع..
وقالوا إنّ فوزهم بجائزة الرؤية الاقتصادية مثار فخر واعتزاز ودافع لتجويد الأداء، معبرين عن شكرهم وامتنانهم لجريدة الرؤية على دعمها من خلال اضاءة مشاريعهم وتكريمها في احتفالية بهيجة بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين بالسلطنة.
جاء ذلك في أحاديث للفائزين على هامش حفل جائزة الرؤية الاقتصادية الذي أقيم مساء أمس الأول بفندق قصر البستان لتكريم الفائزين بالجائزة في دورتها الرابعة والذي تمّ خلاله تتويج 26 فارسًا منهم 13 فائزًا بجائزة الرؤية الاقتصادية و 13 حاصلا على جائزة جريدة الرؤية الخاصة.
وعبّر الدكتور ناصر بن راشد المعولي الحاصل على أفضل شخصيّة اقتصاديّة في الدورة الرابعة من جائزة الرؤية الاقتصادية 2015، عن سعادته بالحصول على الجائزة، وقال: أتقدم بخالص الشكر ووافر الامتنان لجريدة الرؤية وعلى رأسها الأستاذ حاتم الطائي على هذا التكريم الذي يُعد دافعًا وحافزًا لمواصلة العطاء والجهد لدعم الأنشطة البحثية والبرامج الاقتصادية المختلفة التي تعود بالمنفعة على السلطنة إن شاء الله.
وأضاف: إنّ انفراد جريدة الرؤية بالمبادرات المختلفة يأتي انسجامًا مع التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بضرورة الاهتمام بالإنسان العماني الذي يعد حجر الزاوية وقطب الرحى الذي تدور حوله كافة محاور التنمية الإنسانيّة المختلفة. مهنئًا الجريدة على نجاحاتها المستمرة وتميزها في نهج الإعلام المتخصص ونهج الإعلام المبادر المتفاعل مع القضايا المجتمعية المختلفة، إضافة إلى مواكبتها مع المتغيّرات والمستجدات الاقتصادية الراهنة والمستقبليّة وتعد هذه الجهود داعمًا لجهود الحكومة في تحقيق التنمية المستدامة لاستشراف مستقبل زاهر لاقتصاد عمان.
دعم للحرف والحرفيين
من جانبها ثمنت جميلة جداد ونور جداد صاحبتا مشروع مركز ثمريت للمنتجات الحرفية تتويجهما بجائزة أفضل مشروع حرفي للمرأة ضمن جائزة الرؤية الاقتصادية 2015، وقالت جميلة إنّ الجائزة تقوي من عزيمتنا للمزيد من الإبداع وتطوير الأعمال وهي في ذات الوقت تعد شهادة استحقاق تؤكد أهمية المشاريع الحرفية. كما أوضحت نور جداد أن جريدة الرؤية تعزز دورها كجريدة اقتصادية رائدة في السلطنة وتؤكد على أهمية دور الاعلام في تقديم فعاليات ومبادرات مغايرة تخدم الاقتصاد المحلي وتقدم روادًا جددا في عالم الاقتصاد يتزايدون يوما بعد آخر ليشكلوا بمشروعاتهم قوة داعمة ترفد الاقتصاد الوطني. ويعد مركز ثمريت للمنتجات الحرفية أحد المراكز الحرفية المهمة في المنطقة، فقد استفادت المنتسبات لهذا المركز من البرامج والدورات التدريبية التي نفذتها الهيئة العامة للصناعات الحرفية لتعليم دباغة الجلود وتلوينها، وتشكيل الجلود وتحويلها إلى منتجات، وكذلك أقيمت بالمركز دورات أخرى في التصاميم الجديدة في مجال دباغة وصناعة الجلود، بالإضافة إلى دمج حرفة الجلود مع الحرف التقليدية الأخرى، إلى جانب تسويق المنتجات وترويجها. وقد استطاعت المنتسبات لهذا المركز تقديم نموذج رائد في إبراز وتقنين الحرف التقليدية العمانية والمحافظة عليها.
أمّا الحرفية سلامة بنت مصطفى الوهيبية فأكدت أنّ هذه الجائزة لها قيمة كبيرة في نفسها وتحفزها على تجويد عملها، وقالت: إنّ جائزة الرؤية لمشروع روزنة مسقط تضيف لها قيمة كبيرة كحرفية كما تضيف لمنتجاتها درجة الأهمية وتدفعها للمزيد من الإجادة في المرحلة القادمة من خط الإنتاج المستقبلي لروزنة مسقط.
أمّا الحرفية جميلة بنت جميل القعدوية وهي حرفية من ولاية محوت من محافظة الوسطى، فقالت: أنا سعيدة بأن يتم تكريمي ضمن أفضل الحرفيات في جائزة الرؤية الاقتصادية وهذا التكريم والتتويج يكتسب أهميته لأنه صادر من جهة مرموقة، وجائزة باتت معروفة، حيث أسهمت في تقديم الكثير من رواد الأعمال والاقتصاديين والمشاريع الاقتصادية الكبيرة التي ترفد الاقتصاد الوطني. وأضافت أنّ صناعة النسيج تعتبر مجالا فسيحًا للإبداع من خلال استخدام خامات البيئة الطبيعية وتشكيلها في منتجات حرفية راقية.
الابتكار والاستدامة
وتم ضمن فقرات الحفل تتويج مركز الاستكشاف العلمي التابع للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية بوزارة التربية والتعليم بجائزة أفضل مشروع حكومي، وقد حصد المركز هذه النتيجة بعد أن تنافس مع نحو خمس مؤسسات حكومية أخرى وكان تنافسًا كبيرًا خلص لاختيار مركز الاستكشاف العلمي، ويعتبر المركز مركزًا تعليميًا تثقيفيًا تفاعليًا يفتح آفاقا جديدة من المعرفة للطلاب والزائرين، وينمي من قدراتهم وملكاتهم ويثري روح الاكتشاف لديهم ويحفزهم على استخدام مختلف حواسهم الطبيعية ويشجعهم على توظيف قدراتهم من خلال الملاحظة والتأمل والمقارنة والتفكير مما يولد لديهم الرغبة في السعي نحو المعرفة والبحث.
أول ميناء بري
واتفقت لجنة التحكيم على تتويج محطة مسقط للحاويات التابعة للمدينة اللوجستية كأفضل مشروع غي فئة القطاع الخاص ضمن فئة المشاريع الكبيرة، وذلك لما في هذا المشروع من إضافة حقيقية كأحد المشاريع الجديدة والحيوية التي ترفد الاقتصاد الوطني وتعزز من تنافسية السلطنة، وتعتبر محطة مسقط للحاويات أول ميناء تمّ البدء في تقديم خدماته في شهر نوفمبر 2014 ويعتبر من المشاريع المتميّزة وهو يعتبر الأول والوحيد من نوعه في السلطنة. فهو أول ميناء بري في السلطنة مع جميع الخدمات المتّصلة به من تخليص جمركي وتفتيش جمركي وفحص صحي وزراعي وغيرها. وهو عبارة عن محطة لتفريغ وشحن الحاويات، بحيث يتم تسهيل هذه الخدمات على المستوردين والمصدرين من المحافظات القريبة من ولاية بركاء.
دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
وفي هذه الفئة اعتمدت لجنة التحكيم ثلاثة مشاريع ضمن الفئة الثانية من مشاريع القطاع الخاص وهي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقد تم اختيار الثلاث مشاريع من بين 31 مؤسسة صغيرة ومتوسطة. وقد فازت في هذه الفئة كل من:
شركة نفاذ للطاقة المتجددة والتي تعمل على تصميم وتوريد وتركيب الأنظمة الخاصة بالطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية و طاقة الرياح) بحيث تتوافق هذه الأنظمة مع مواصفات شبكات الكهرباء المحلية. كما تعمل الشركة على تطوير أجهزة تحل بعض المشاكل التي تواجه الطاقة المتجددة في السلطنة، وتأسست على يد شباب عمانيين، وتقوم الشركة بتدريب الشباب العماني في هذا المجال من خلال إشراكهم في تنفيذ المشاريع التي تقوم بها الشركة، وذلك لزيادة خبرتهم وحصيلتهم في هذا المجال من الطاقة والذي يشهد إقبالا عالميًا متناميا في الوقت الحالي، وخصصت الشركة قسما خاصا بالبحوث والتطوير، حيث يهتم هذا القسم بإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه الطاقة المتجددة هنا في عمان مثل تراكم الغبار على الخلايا الشمسية الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تقليل كفاءة هذه الخلايا، وتعمل الشركة حاليًا على جهاز لتنظيف الخلايا الشمسية.
كما فازت مؤسسة الحرفي المبدع أيضًا بجائزة الرؤية الاقتصادية لعام 2015 ضمن فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقد تمّ تأسيس مؤسسة الحرفي المبدع لتكون أول مؤسسة عمانية في الشرق الأوسط تقوم بتصنيع الأقلام يدويا باستخدام خامات صديقة للبيئة تميّزت بالجودة العالية والابتكار في الصناعات الخشبية وأخذت على عاتقها الحفاظ على الموروث العماني مع استمرارية تطوير المنتجات الحرفية التقليدية العمانية من أجل خوض غمار المنافسة العالمية.
وجاءت بعدها شركة المطرقة الذكيّة، وهي عبارة عن مشروع تجاري اقتصادي سياحي تنموي وفي ذات الوقت يجسّد فكرة جديدة تشجع على الاستثمار في المجال السياحي وتعد الأولى من نوعها في السلطنة. والمشروع عبارة عن (خيام مجرورة) مجهّزة بسرير وطباخة وخزان مياه 100 لتر يستطيع الشخص قطرها بسهولة في سيارته وتوفير معرض لمستلزمات الرحلات والتخييم يساهم في تعزيز الطفرة السياحية التي تشهدها السلطنة ويساعد كثيرا من الشباب والشركات على الاهتمام بالمجال السياحي.
التميّز المصرفي والمسؤوليّة الاجتماعيّة
وفي فئة جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل أداء مصرفي فاز بنك صحار.
أمّا جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشاريع المسؤولية الاجتماعية فقد حصدتها شركة دليل للنفط؛ وذلك نظير اهتمامها بدعم برامج ومشاريع المسؤولية الاجتماعية التي تسهم في تهيئة الظروف المناسبة لتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، وكذلك تدريب المواطنين العمانيين وتنمية مهاراتهم وإعدادهم مهنيا لسوق العمل ورصدت لأجل ذلك ميزانية خاصة تقدر بملايين الدولارات بجانب اعتماد خطة استراتيجية لأهمّ المشاريع المستدامة في مجالات التعليم والتدريب، ومن أبرز هذه المشاريع مشروع "منحتي" الذي يهدف لتوفير 20 فرصة تعليمية لخريجي الدبلوم العام من مختلف محافظات السلطنة لنيل درجة البكالوريوس في تخصصات الهندسة.
جدارة وتميّز
وحصَدت جائزة الرؤية الاقتصاديّة لأفضل مشاريع الاستثمار شركة المتحدة للأوراق المالية وهي شركة تقوم بالاستثمار في الأوراق المالية وإدارة الأصول السوق وقد حققت أكبر حصة سوقية في سوق مسقط للأوراق المالية حسب النتائج المعلنة للأعوام 2012 و 2013 و 2014 وحافظت الشركة على مراكز متقدمة على مدى عشر سنوات من حيث حجم العمليات مقارنة بالمنافسين، وتمتلك الشركة مجموعة خبرات استثمارية ومالية.
وقد خصصت جائزة الرؤية الاقتصادية فئة خاصة لمشاريع الطلبة، وقد حصلت على هذه الجائزة شركة (القيمة المضافة) شركة رونزا الطلابية: وهي واحدة من الشركات الطلابية التي تأسست في عام ٢٠١٣ ضمن مسابقة شركتي لإنجاز عمان، وتعتبر الشركة الأولى في إنتاج المجامر ذاتية الاشتعال، وهي إحدى الشركات الرائدة في إحياء الموروث العماني.
وتمّ كذلك تتويج عدد من الشخصيّات ورجال الأعمال بجائزة الرؤية الخاصة، وهي جائزة مقدمة من جريدة الرؤية تمنح لعدد من الفاعلين وأصحاب المبادرات الاقتصادية على مستوى محافظات السلطنة.