عمان تترقب طلتكم مولاي السلطان

حمود الطوقي

تعتري أرض عمان الخيرة حالة من الشوق والترقب الذي يتجدد كل يوم وكل ساعة وحين.. هالة من النور تشع وتتلألأ في كل بيت فرحًا بقدوم الموعد.. النفوس تتوق لمعانقة لحظة الإطلالة المباركة لسيد عمان.. فالكل يعد الأيام والليالي لتشرق شمس عمان من جديد وتلقي بظلالها على الإنسان والزمان والمكان.. فالإنسان عاش في عصر ذهبي, والزمان سيخلده التاريخ.. والمكان ينعم بخيراته كل من وطئت قدمه ثرى هذه الأرض الطيبة؛ التي لا تنبت إلا طيبا.

هي أرض تنبض بالحب والسلام، وتنهض بالحركة والحيوية، وتركض في دوائر الحياة الكريمة منذ أن قاد ركبها جلالة السلطان المعظم؛ فتقدمت إلى العالم متوازنة الخطى ومتوازية المسارات.

تلك هي أرض عمان التي تنبض بحب سلطانها المُفدى.. سيدي المفدى الأرض تتلهف قبل الإنسان لطلتك البهيّة.. هذه الحالة تنتابنا منذ أن ودعنا الوالد قابوس لرحلة علاج.. فقلوبنا مسكونة بحبه، وترتفع الأكف بصدق الدعاء بأن يمنّ الله عليكم بالشفاء العاجل, ويمد في عمركم سنين وسنين عديدة، فقد أغرورقت الأعين من صادق الدعاء والمناجاة، فها هي أم تدعو لك وهي تودع ابنها للمدرسة، وهذا أب قائم في محرابه يسأل الله لك العافية، وهناك طالب وهو في طابور الصباح ومقعد دراسته يناجي ربّه أن يمن عليكم بالصحة والعافية.. بل كل قاطن في هذه الأرض المباركة وينعم بأمنها وأمانها يرفع الأكف تضرّعًا للمولى بأن يعيدك سالما ترفل في أثواب الصحة والمعافاة.

قريبًا ستلبس عمان أحلى زينتها فرحا بالمقدم الميمون لتستقبل ملك السلام قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- والذي أحبه البعيد قبل القريب، وحب النّاس له يحمل في طيّاته مدلولات كثيرة تتجلى في عطائه اللا محدود ليس لعمان فقط بل لكل بقاع الدنيا.. وعندما نتحدث عن مهندس هذه الإنجازات فإنّ الفضل مما لاشك فيه يعود بعد الله عز وجل إلى قابوس بوصفه رجلا كرّس كل وقته وجهده وعطائه من أجل أن ينعم المواطن والمقيم بالأمن والأمان..

ونحن نترقب طلته البهية في القريب العاجل لا بد أن نتذكر أنّ المنظومة العمانية أشعت بفكر جلالته الثاقب لتنثر حكمتها على كافة ربوع عمان, وعلينا أن نذكر أنفسنا وأبناءنا أنّ شمس النهضة المباركة عام 1970 أشرقت على أرض عمان بقيادة حكيمة من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم؛ لتعلن مرحلة جديدة من تاريخ عمان المجيد, حيث وضع القائد الفذ أسس ومرتكزات لبناء دولة عصرية تقوم على مبدأ المشاركة الوطنية في البناء والتعمير رغم إمكانيّاتها المتواضعة آنذاك، وما يجري الآن على هذه الأرض الطيبة من جهود تنموية يبرز مقدار ما تحقق خلال ملحمة البناء والتنمية.

إنّ من الأهميّة بمكان الإشارة إلى واحدة من أهم خصائص القيادة المستنيرة لجلالة السلطان المعظم والمتمثلة في العلاقة بين جلالته وأبنائه المواطنين على امتداد هذه الأرض الطيبة، ومن المؤكد أن تلك العلاقة المتينة التي تربط بين جلالته وأبناء شعبه الوفي تتدفق تلقائية وعفوية؛ ولها خصوصية يلمسها الجميع داخل وخارج السلطنة، فهي علاقة حافلة بالولاء والوفاء والعرفان من جانب أبناء الوطن حيال جلالته، وتتسم بالحرص والسهر من جانب جلالة القائد لتحقيق كل ما يسعد أبناءه جسّدت هذا الحب الخالد الذي سيخلده التاريخ.

إنّ جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه رسم خارطة الطريق للمسيرة العمانية, وها نحن اليوم نجني ثمار هذه المسيرة المباركة وقد تحققت لعمان بفضل القيادة الحكيمة إنجازات عديدة تمثلت في التطور ومواكبة العصر في شتى ميادين الحياة.

تعليق عبر الفيس بوك