مطالب بتفعيل دور الأنشطة الطلابية بالمدارس وزيادة الفترات المخصصة لها

العوابي - حارث البحري

أكد عدد من التربويين على أهمية الأنشطة المدرسية في جذب الطلاب إلى عالم المدرسة وزيادة دافعيتهم للتحصيل الدراسي ومنحهم مزيدًا من القيم والمهارات التي تمكنهم من النجاح والتفوق في مختلف المجالات، في المراحل التعليمية والمهنية، وأشاروا إلى أنّ ممارسة الأنشطة لا تضيع الوقت المخصص للتحصيل الدراسي وإنما تدرب الطلاب على الاستغلال الأمثل للوقت، وتكسبهم العديد من المهارات التي لا يتعلمونها داخل الصف الدراسي.

وقال محمود بن ناصر المياحي الأخصائي الاجتماعي بمدرسة وادي بني خروص للتعليم الأساسي إن الأنشطة الطلابية وسيلة ودافع لإثراء قدرة الطالب في مختلف المجالات الأدبية منها أو العلمية فهي غنيّة بالمقومات الرافدة, ومن خلالها يستطيع الطالب أن يكتسب الخبرات المعرفية المختلفة وبذلك تثري حصيلته العلمية وتصقل مواهبه، لذلك يجب على مختلف الأطراف العمل على تفعيل دور الأنشطة داخل البيئة المدرسية وزيادة المساحة الزمنية المخصصة لها.

وأضاف المياحي أن كثرة الجماعات داخل المدرسة تنمي القدرات العلمية والعملية وتساهم في تنوع ثقافة الطالب وتعوّده على تحمل المسؤولية من خلال تفاعل الطالب مع زملائه والاستفادة من المعلومات وترجمتها في واقعه الدراسي. وأوضح أنّ التكافل الاجتماعي الذي يغرسه النشاط الطلابي يحقق التكيف السليم واحترام الآخرين داخل المدرسة وليس كما يعتقد البعض أن الأنشطة المدرسية مضيعة للوقت، مشيرا إلى أن غياب عامل تنظيم الوقت هو السبب الرئيسي وراء هذه النظرة التشاؤمية للأنشطة الطلابية، لأنها عالم مختلف لا يشعر به إلا من انغمس فيه وتفاعل معه, فالقدر الذي يعطيه الطالب لأي نشاط سوف يحصد نتائجه ويشعر بمردوده العلمي, حيث إنّ سر نجاح أي عمل مقرون بتعاون القائمين عليه.

وقال هلال بن شامس الذهلي أخصائي أنشطة مدرسية إن النشاط المدرسي الهادف كما أثبتته الدراسات يؤثر في العملية التعليمية من حيث المساهمة بشكل فاعل في تحقيق أهداف المنهج الدراسي وتثبيت المعارف والقيم والمفاهيم لدى الطلاب، وبالتالي رفع الإنجاز الأكاديمي لديهم، وأكد العديد من التربويين والباحثين على أن الطلاب يتعلمون من خلال الأنشطة المدرسية أشياء من الصعب تعلمها داخل غرفة الصف كالمشاركة في اتخاذ القرار والتخطيط ومواجهة الجمهور والتعاون والصبر وتحمل المسؤولية واستثمار الوقت وتنظيمه والتعلم الذاتي المتمثل في اكتشاف المعرفة وتكييفها بما يخدم حاجات المجتمع والمساهمة في التعامل مع قضاياه وحل مشكلاته.

وقال الطالب كهلان بن محسن التوبي بالصف الثاني عشر والحاصل على المركز الأول بالمدرسة إن الأنشطة المدرسية تصقل المواهب الطلابية وتعمل على تنويع البيئة التعليمية في المدرسة, كما أنها تخرج طالبا منتجا ومبتكرا ورائدا في المجال العلمي والمعرفي.

وقال الطالب ماجد بن سالم الخروصي بالصف العاشر إن الأنشطة الطلابية تؤثر إيجابيا على الطالب وتصقل مواهبه وتزيد من معارفه بالبحث عن معلومات كي يحققها في هذا الأنشطة، وأشار إلى أنه يشارك في الكثير من الأنشطة ومستواه العلمي ممتاز, حيث إنه يوفق بين الأنشطة والدراسة بتنظيم الوقت واستغلاله الاستغلال الأمثل.

وأوضح الطالب منير بن صالح الصمصامي من طلبة شهادة دبلوم التعليم العام أن الأنشطة الطلابية تخلق بيئة مفعمة بالمهارات التي يفقدها الطالب في البيئات الأخرى والتي بدورها تجعل الطالب يتحوّل إلى عنصر فاعل في مجتمعه كما تجعل منه فردا مثقفا يمتلك مهارة الحوار والجرأة فضلا عن التوسع الفكري والإبداعي.

وقال عويد بن مسعود الشريقي ولي أمر إن الأنشطة المدرسية تعمل على تنشئة جيل قادر على الاعتماد على نفسه من خلال الممارسات اليومية للأنشطة الطلابية وتمكنه من معرفة ما يدور حوله من معارف وأدوار يتعلم من خلالها الكثير من الخبرات التي تنمي فيه حب الاستطلاع والمعرفة وتصقل شخصيته ويكون منفتحا على الآخرين مما يجعل منه شخصية قيادية ناجحة، وأكد أنّ العديد من أولياء الأمور يشيدون بالدور الذي تقوم به المدارس في إشراك الطلاب في الأنشطة المدرسية المختلفة وهو ما يساعد على العمل بروح الفريق ويبعد الطالب عن الانطوائية وتساعده على التفاعل والتكيف مع أقرانه داخل المدرسة.

تعليق عبر الفيس بوك