المساواة في التعامل تجنب المعاق الشعور بالنقص.. والاندماج يعزز ثقته بنفسه

الخزيمية: الأسر محدودة الدخل تعجز عن توفير الأدوات اللازمة للمعاق لارتفاع أسعارها

الشامسية: توفير البيئة الملائمة لإبراز القدرات الخاصة للأبناء المعاقين أهم تحديات الأسرة

 

الرؤية - أسماء البجالية

أجمع عدد ممن استطلعتهم "الرؤية" على أهمية تحقيق المساواة في التعامل بين الأبناء المعاقين والأسوياء تجنبًا لشعور المعاق بالنقص، وأكدوا على جدوى دمج المعاق مع بقية أقرانه في المجتمع وهو ما يزيد من ثقته بنفسه ويجنبه الشعور بالاختلاف عن أقرانه ويرحمه من قسوة النظرة له بعين الشفقة. وقالوا إنّ من حق المعاق على أسرته توفير احتياجاته التي تسهل عليه التعامل مع إعاقته، لكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أن ارتفاع أسعار الأدوات الخاصة يمثل تحديا للأسر ذات الدخل المحدود، لذلك من واجب الهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والفرق التطوعية العمل على توفير تلك الاحتياجات للمعاقين المنتمين لأسر محدودة الدخل.

وقالت زينب الخزيمية إن من واجب الأسرة أن تتعامل مع الابن المعاق بشكل طبيعي مثل إخوته في المعاملة الحسنة والعقاب معًا، وتعويده على الاعتماد على النفس في تدبير أمور حياته، وإن كان من البديهي العمل على توفير الأدوات المناسبة لمساعدته وفقًا لنوع الإعاقة لتمكينه من التأقلم مع الحياة. ونبهت إلى خطورة الاستسلام لشعور الأسرة بالحرج حيال إعاقة أحد الأبناء وإنما على العكس، يجب أن يشعروا بالرضا والفخر عند نجاح ابنهم في مواجهة تلك الإعاقة والتفوق في أيّ مجال مقارنة بغيره من الأسوياء. أما فيما يتعلق بشؤون الزواج فمن حق المعاق اختيار الزوجة المناسبة أو الزوج المناسب بشرط توافر الرضا بين الطرفين، ولا ينكر أي أحد وجود الكثير من المعاقين الذين أصبحوا أمهات وآباء مثاليين.

وذكرت الخزيمية أن من أهم التحديات والصعوبات التي تواجه الأبوين مع ابنهما المعاق هي الصدمة الأولى وهو عامل نفسي عندما تعلم الأسرة أن ابنها معاق عند الولادة أو بسبب حادث عارض، وهي في هذه الحالة تحتاج إلى التدريب على كيفية التعامل مع المعاق خصوصا إذا كان أول معاق في العائلة، ومواجهة الضغوطات المجتمعية وتجاهل النظرة السلبية من جانب الآخرين تجاه المعاق.

وأضافت الخزيمية أن الأدوات التي يحتاجها المعاق تكون غالبا غالية الثمن وهو ما يشكل تحديا للكثير من الأسر محدودة الدخل، حيث من الحتمي توفير تلك الأدوات للتيسير على الابن المعاق وتمكينه من التأقلم مع ظروف الحياة، كما تواجه الأسرة تحديا آخر في اختيار التخصص الدراسي المناسب للمعاق لتحديد مستقبله المهني، ومحاولة إقناع المعاق باختيار التخصص الذي لا يتعارض مع نوع إعاقته. وكذلك إذا كان الأم والأب عاملين سيكون ذلك من أصعب التحديات كون المعاق يحتاج إلى عناية خاصة وقضاء مزيد من الوقت معه، وهو ما يضطرهم إلى تركه تحت عناية آخرين أو يضطر أحدهما للاستقالة في بعض الأحيان خصوصا في حال كان المعاق عنيدا.

وأشارت الخزيمية إلى أن اندماج المعاق مع المجتمع هدف نبيل، لكن يجب الحذر من جانب من يتعامل معهم حيث إن كثيرًا من المعاقين يشعرون بالنقص تجاه أفراد مجتمعهم، وبالتالي قد يتعرضون للانخراط في عادات سيئة مثل التدخين أو تناول المخدرات بدعوى المشاركة مع الأسوياء في اهتماماتهم وهو ما يورطهم في دوامة من الأزمات، لذلك تبقى الرقابة الأسرية عاملا حاسما في تلك المسألة.

الإحساس بالنقص

وقالت ليالي الرواحية إن الأسرة يجب أن تتعامل مع ابنها المعاق بما لا يؤذي مشاعره أو يشعره بالنقص، ويجب على كل فرد في الأسرة التعامل مع المعاق على أنه إنسان كامل لا ينقصه شيء ، لكن بحرص شديد عليه لكي لا يتأذى، وعلى الأسرة أن توفر كل وسائل الأمان والترفيه للابن المعاق لكي لا يشعر بالملل أو يتأثر بإعاقته أو يشعر بالنقص تجاه إخوته عندما يراهم يلعبون بحرية. ويجب أن تراعي الأسرة المساواة بين الأبناء بأن يعامل الأصحاء معاملة المعاق حتى لا تتولد بينهم الغيرة والحقد، وعلى الأبوين العاملين تنظيم وقتهما لضمان رعاية المعاق على مدار ساعات اليوم.

وأضافت الرواحية أن أسلوب التربية يختلف مع الابن المعاق خصوصاً إذا كانت إعاقته شديدة مثل أن يعاني من خلل في الدماغ فلا يستطيعوا أن يعاقبوه على تصرفاته، وهنا يجب تحمله وإرشاده خطوة بخطوة حتى يعتاد على هذه التصرفات، وهناك بعض التحديات التي قد تواجه الوالدين كرفض الابن المعاق العلاج أو عدم تناول الطعام فعليهم أن يتعاملوا معه بحرص لكي لا يؤذوه أو يتسببوا له في مشكلة نفسية قد يتحسس منها.

وأكدت الرواحية تأييدها لفكرة دمج المعاق مع فئات المجتمع لأن الاختلاط يضمن أن يتعلم المعاق من أفكار من يختلط بهم ويعمل على تطويرها ليكون أكثر إبداعاً وذكاءً وبذلك يتبادل الطرفان المعلومات.

معاملة خاصة

وأشارت مريم الشامسية إلى خطورة إظهار الأسرة أنهم يعاملون المعاق معاملة استثنائية، بل يجب أن يعاملوه بنفس معاملة بقية الأبناء، مضيفة أنها تعتقد أن أصحاب القدرات الخارقة يعانون أكثر من معاملة الأسرة، حيث إن نظرة المجتمع لهم تركز على الشفقة، وهم لا يحتاجون إلى هذه النظرة، وإنما يحتاجون إلى نظرة الثقة والدافعية للعمل بجد.

ولفتت الشامسية إلى معاناة المعاقين في التوظيف، حيث ترفضهم العديد من جهات العمل تشغيلهم متجاهلة طاقتهم ونشاطهم وإبداعهم أكثر من غيرهم. وتجد الأسر صعوبة في توفير البيئة المناسبة لأبنائها أصحاب القدرات الخارقة وتمكينهم من إبراز قدراتهم.

وقالت مريم العلوية إن الأسرة ملزمة بتوفير احتياجات المعاق بمثل ما توفر احتياجات باقي إخوته وعدم التفرقة فيما بينهم، ومنحه حقه ماديا ومعنويا وتعليميا ومساعدته على التعايش مع المجتمع، والعمل معا على التغلب على صعوبة تنقل الأسرة بصحبة ابنها المعاق حيث إنه يحتاج إلى عناية خاصة على الدوام، مشيرة إلى أن اندماج المعاق مع باقي فئات المجتمع يشعره بأنه لا فارق بينه وبين أي إنسان وأنه قادر على العمل والاختلاط وهو ما يعزز الثقة بالنفس أكثر من عزله عن أقرانه.

 

تعليق عبر الفيس بوك