منح- ناصر العبري

ناقشت عيادات النسخة الرابعة من الجلسة الحوارية الشبابية بمحافظة الداخلية للعام الجاري، واقع قطاعات الثروة الزراعية والحيوانية وموارد المياه، وسبل تطويرها وتعزيز كفاءة إدارتها.

وانطلقت العيادات صباح أمس بتنظيم من المحافظة وبالتعاون مع المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الداخلية؛ بمشاركة عدد من الشباب والمهتمين والمختصين، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي وترسيخ مفاهيم الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية.

وتهدف عيادات الجلسة الحوارية الشبابية إلى تسليط الضوء على واقع القطاعات الزراعية والمائية بالمحافظة، ومناقشة الجوانب الفنية والتنظيمية المرتبطة بتطويرها، إلى جانب استعراض التجارب المحلية الناجحة وأفضل الممارسات، وبحث متطلبات المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها رفع كفاءة استخدام الموارد، وتوسيع تطبيق التقنيات الحديثة، وتحسين مستويات الإنتاجية، وتعزيز القيمة المضافة، بما يتوافق مع التوجهات الوطنية. كما تسعى الجلسة إلى بلورة أفكار ومبادرات تمكينية تعزز الاستثمار الزراعي بالمحافظة، والخروج بحلول عملية للتحديات التي تواجه القطاع.

وقالت خديجة بنت سعيد الخيارية مديرة مكتب متابعة وتنفيذ رؤية عُمان 2040 بمحافظة الداخلية، إن عيادات الجلسات الحوارية الشبابية تمثل منصة مهمة لتعزيز مشاركة الشباب في مناقشة القضايا التنموية، وتسهم في بلورة رؤى وأفكار عملية تدعم جهود التنمية المستدامة بالمحافظة. وأكدت أن تنظيم النسخة الرابعة من الجلسة الحوارية الشبابية لعام 2025م يأتي في إطار حرص محافظة الداخلية على إشراك الشباب والمهتمين والمختصين في قطاعات الثروة الزراعية والحيوانية وموارد المياه، والاستفادة من خبراتهم ومقترحاتهم، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية للأمن الغذائي والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في سلطنة عُمان.

وناقش اليوم الأول من أعمال الجلسة قطاعي الثروة الزراعية والحيوانية، من خلال أوراق عمل وجلسات نقاشية تناولت فرص التطوير، وتحسين كفاءة العمليات، ودعم المبادرات الاستثمارية المسؤولة. وقدم المهندس هلال بن سالم الناعبي مدير دائرة التنمية الزراعية بمحافظة الداخلية، ورقة عمل تناول فيها محاور الأمن الغذائي في القطاع النباتي، ودور القطاع في تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية، مستعرضا جهود تطوير نظم الإنتاج النباتي التي تشمل المحاصيل الحقلية والخضروات والفواكه والتمور والأعلاف، إلى جانب مؤشرات الأداء ونسب الاكتفاء الذاتي، والمقومات الطبيعية التي تتمتع بها المحافظة، والمشروعات التنموية المنفذة لدعم المزارعين ورفع القيمة المضافة للمنتجات الزراعية، إضافة إلى مبادرات مكافحة الآفات الزراعية، بما يسهم في دعم الاقتصاد الزراعي وتحقيق التوجهات الوطنية للأمن الغذائي.

وتطرق المهندس عادل بن سعيد الشريقي مدير دائرة الثروة الحيوانية إلى واقع الاستثمار الزراعي والحيواني بمحافظة الداخلية، مستعرضا دور قطاع الثروة الحيوانية في دعم الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الزراعي، وجهود تطوير القطاع من خلال تحسين السلالات المحلية، وتقديم الخدمات البيطرية، وتنفيذ برامج التحصين والإرشاد، إلى جانب مؤشرات الإنتاج ونسب الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية، والمشروعات والاستثمارات القائمة التي تسهم في رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق الاستدامة، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية.

وتناقش الجلسة، اليوم الثلاثاء، قطاع موارد المياه، حيث سيقدم خلفان بن سالم العبدلي، مدير دائرة موارد المياه بمحافظة الداخلية، ورقة عمل حول واقع الموارد المائية بالمحافظة ضمن الإطار العام للوضع المائي في سلطنة عُمان، وتحديات شح المياه وارتفاع الطلب عليها، وأهمية تبنّي مفهوم الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتحقيق الاستخدام الأمثل والمستدام. كما تطرق إلى مصادر المياه بالمحافظة، وجهود تنظيم استخدامها، وحماية الأفلاج، وتحسين كفاءة أنظمة الري، وتشجيع الاستفادة من الموارد المائية غير التقليدية، ودور المراقبة والدراسات المائية في دعم التخطيط واتخاذ القرار، بما يسهم في تحقيق الاستدامة المائية ومواكبة متطلبات التنمية.

وسيقدّم المهندس عمر بن سعيد البوسعيدي رئيس قسم التسويق بالمديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الداخلية، ورقة عمل تناول فيها واقع الاستثمار في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية وموارد المياه بالمحافظة، موضحًا أن الفترة من 2020م إلى 2024م شهدت إسناد أكثر من 700 عقد انتفاع، وتنفيذ مشروعات متنوعة شملت الزراعة النباتية، وتربية المواشي والدواجن، والصناعات الغذائية والتحويلية، ومشروعات المياه، والأسواق السمكية. واستعرض أبرز الفرص الاستثمارية المخطط لطرحها خلال عام 2025م في مجالات الزراعة الجبلية، والاستثمار الحيواني، والاستزراع السمكي، ومصانع تنقية وتعبئة المياه، واستغلال السدود، عبر منصة «تطوير»، مؤكدًا أن هذه الجهود تسهم في تعزيز الأمن الغذائي، ورفع كفاءة استغلال الموارد، ودعم الشراكة مع القطاع الخاص، بما يحقق التنمية المستدامة بمحافظة الداخلية.