مسقط- الرؤية

نفذت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ممثلة بالمديرية العامة للمواصفات والمقاييس، وبالتعاون مع هيئة التقييس الخليجية، خلال العام الجاري، المشروع الاستراتيجي لمسح الأسواق الخليجي للإطارات في سلطنة عُمان، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى ضمان استمرارية مطابقة المنتجات الحاصلة على شهادة المطابقة الخليجية، والتحقق من التزام الإطارات المتداولة في أسواق الدول الأعضاء بمتطلبات اللوائح الفنية المعتمدة.

ويأتي تنفيذ هذا المشروع تأكيدًا على حرص الوزارة على تعزيز منظومة الرقابة ورفع كفاءة الكوادر الوطنية العاملة في مجالات التفتيش والمطابقة، بما يسهم في حماية المستهلك وترسيخ الثقة في الأسواق المحلية.

وقالت شيماء بنت خميس البلوشية رئيسة قسم التفتيش على المواصفات والمقاييس، إن المشروع يمثل خطوة استراتيجية داعمة لجهود الوزارة في تعزيز الرقابة على المنتجات وضمان سلامتها وجودتها. وأشارت إلى أن نتائج المسح أظهرت مستويات عالية من المطابقة، بلغت نسبتها 96.55% من إجمالي ثمانٍ وخمسين عينة تم فحصها، مع تسجيل حالتي عدم مطابقة فقط، مشيرة إلى أن هذه النتائج تعكس فاعلية آليات الرقابة المعتمدة في التحقق من الالتزام بمتطلبات شارة المطابقة الخليجية، وتبرز الدور المحوري لهذه الشارة في ضمان سلامة المنتجات وتعزيز موثوقيتها في الأسواق.

واكدت البلوشية على أهمية فحص المعاملات الجمركية الحاصلة على الموافقة التلقائية بشكل عشوائي للتأكد من استيفائها للوثائق المطلوبة، وفرض العقوبات المقررة على الشركات غير الملتزمة، إلى جانب تعزيز الرقابة الحدودية على الإطارات المستوردة من خلال تكثيف التفتيش على الشحنات الواردة. كما أكدت ضرورة استمرار تنفيذ الحملات التفتيشية المشتركة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بصورة دورية، ورفع مستوى الوعي لدى المستهلكين عبر تنظيم حملات توعوية تسلط الضوء على أهمية شارة المطابقة الخليجية ودورها في حماية الأسواق وضمان سلامة المنتجات.

وضمن أعمال المشروع، نُفذت ورشة تدريبية بعنوان "اللوائح الفنية للإطارات ومسح الأسواق"، وذلك في سبتمبر الماضي، قدمها المهندس إبراهيم الرحبي من هيئة التقييس الخليجية، بمشاركة فرق التفتيش والمطابقة من مختلف محافظات سلطنة عُمان. وتناولت الورشة عددًا من المحاور المتخصصة، من بينها اللوائح الفنية الخليجية الخاصة بإطارات الركوب المستوردة من الصين والهند وتايلاند وتايوان، ومراحل تصنيع الإطارات، وأفضل الممارسات الدولية في مجال مسح الأسواق، إلى جانب استعراض دور هيئة التقييس الخليجية في ضمان سلامة الإطارات. كما تضمنت الورشة تدريبًا عمليًا على أساليب الفحص الظاهري والمخبري، وآليات أخذ العينات المخصصة للفحص.

وخلال الزيارات الميدانية، رُصدت عدد من الملاحظات؛ أبرزها وجود إطارات في السوق المحلي لا تحمل ملصق البيانات الخليجي، ووجود ملصق البيانات الأوروبي لكفاءة الإطار على بعض الإطارات بشكل منفرد أو مزدوج، إضافة إلى اختلاف بعض البيانات بين الملصقين الأوروبي والخليجي، ولا سيما ما يتعلق بدرجات التماسك على السطح الرطب وكفاءة الطاقة. كما لوحظ وجود بيانات قد تكون مُضلِّلة للمستهلك، تمثلت في إطارات تحمل شعار شركة سنغافورية بهندسة ألمانية وصناعة صينية.