الرؤية- أحمد السلماني
تتجه أنظار عشاق كرة القدم في القارة الأفريقية والعالم العربي، يوم الأحد، إلى المملكة المغربية، التي تستضيف منافسات كأس أمم أفريقيا 2025 خلال الفترة من 21 ديسمبر الجاري وحتى 18 يناير المقبل؛ بمشاركة 24 منتخبًا، في نسخة تُصنّف كواحدة من أكثر النسخ ترقّبًا على الصعيدين الفني والجماهيري، لما تحمله من زخم تنظيمي، وارتفاع في قيمة الجوائز، وحضور لافت لنجوم القارة المحترفين في أكبر الدوريات العالمية.
مواجهة عربية بطابع قاري
يحتضن ملعب مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط المواجهة الافتتاحية للبطولة، والتي تجمع بين منتخب المغرب صاحب الأرض والجمهور، ونظيره منتخب جزر القمر، في مباراة عربية خالصة تحمل طابع الإثارة والتحدي القاري.
ويأمل الجمهور المغربي في انطلاقة قوية تعكس طموحات “أسود الأطلس” في المنافسة على اللقب، مستفيدين من الدعم الجماهيري الكبير وأجواء الملاعب، في حين يدخل منتخب جزر القمر اللقاء بطموح كتابة بداية تاريخية جديدة تؤكد تطوره اللافت في السنوات الأخيرة.
وتنطلق مباراة المغرب وجزر القمر مساء الأحد في تمام الساعة 09:00 مساءً بتوقيت مسقط، عقب حفل افتتاح البطولة، إيذانًا ببدء منافسات دور المجموعات رسميًا.
وأعلنت شبكة beIN Sports القطرية عن نقلها الحصري لجميع مباريات البطولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع تغطية موسعة تشمل استوديوهات تحليلية وتقارير ميدانية.
وخصصت الشبكة قنوات: beIN SPORTS MAX 1 – MAX 2 – MAX 3 – MAX 4 لنقل مباريات البطولة كاملة، إضافة إلى إتاحة المتابعة عبر تطبيق TOD ومنصة beIN Connect.
ويدخل المنتخب المغربي اللقاء وسط غياب محتمل للنجم أشرف حكيمي لعدم اكتمال جاهزيته، حيث يُرجّح أن يجري المدرب وليد الركراكي بعض التحفظات الفنية في المباراة الافتتاحية. ومن المتوقع أن يعتمد على التشكيلة التالية (4-3-3): ياسين بونو؛ نصير مزراوي، جواد الياميق، رومان سايس، أنس صلاح الدين؛ عز الدين أوناحي، سفيان أمرابط، بلال الخنوس؛ براهيم دياز، يوسف النصيري، إسماعيل صيباري.
ويعوّل الجمهور المغربي على الانسجام الكبير بين عناصر المنتخب، واستمرارية الأداء الذي ظهر به الفريق في البطولات الكبرى الأخيرة.
طموح الجزيرة الأفريقية
ويُشارك منتخب جزر القُمُر في النهائيات بطموحات كبيرة، بعد أفضل حملة تصفيات في تاريخه، تأهل خلالها دون أي خسارة من مجموعة ضمت تونس وغامبيا ومدغشقر، مستندًا إلى تنظيم دفاعي قوي لم يستقبل سوى أربعة أهداف.
ورغم عدم حفاظه على نظافة شباكه في مشاركاته السابقة بالنهائيات، إلا أن الفريق أظهر فاعلية هجومية واضحة في الأشواط الثانية، ويُتوقع أن يعتمد مدربه ستيفانو كوزين على أسلوب دفاعي منظم، مع استغلال سرعة رفيق سعيد وفايز سليماني في الهجمات المرتدة.
وأسفرت قرعة البطولة عن مجموعات متوازنة نسبيًا، مع مواجهات مرتقبة منذ الدور الأول، حيث يتصدر المغرب المجموعة الأولى إلى جانب مالي وزامبيا وجزر القمر.
في المقابل، تواجه مصر تحديًا في مجموعة تضم جنوب أفريقيا وأنغولا وزيمبابوي، بينما تبرز المجموعة الثالثة بصدام تقليدي بين نيجيريا وتونس، فيما تنتظر حامل اللقب كوت ديفوار مواجهات قوية أمام الكاميرون والغابون وموزمبيق.
ويسبق مباراة الافتتاح حفل فني ضخم يُقام بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ويتضمن عروضًا فنية تمزج بين التراث المغربي والهوية الأفريقية، إلى جانب الكشف عن الأغنية الرسمية للبطولة. ويُعد الحفل رسالة واضحة تؤكد جاهزية المغرب لاستضافة كبرى الأحداث القارية، قبل مشاركته في تنظيم كأس العالم 2030.
نظام البطولة والجوائز
ويتأهل إلى دور الـ16 صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، لتبدأ بعدها مرحلة الإقصاء المباشر.
ووفقًا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، ارتفعت قيمة الجوائز المالية بنسبة 40%؛ حيث ينال بطل البطولة 7 ملايين دولار، ضمن إجمالي جوائز يقترب من 32 مليون دولار، ما يمنح المنافسات بعدًا إضافيًا من الحافز والندية.
وبعد غياب اللقب عن المنتخبات العربية منذ تتويج الجزائر عام 2019، تتطلع منتخبات المغرب ومصر وتونس والجزائر إلى إعادة الكأس إلى الحضن العربي. ومع انطلاق البطولة من الرباط، تبدو كل السيناريوهات مفتوحة بين صراع الكبار وطموح المفاجآت، في نسخة مرشحة لتكون واحدة من أكثر بطولات كأس الأمم الأفريقية إثارة في تاريخها.


