نزوى- ناصر العبري
احتفلت جامعة نزوى بيوم البحث العلمي، برعاية معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وبحضور الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي رئيس الجامعة، وعدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين والطلبة.
ويأتي تنظيم هذه المناسبة تأكيدًا على اهتمام الجامعة المتواصل بتعزيز منظومة البحث العلمي والابتكار، وتسليط الضوء على منجزاتها البحثية، ومشاريعها العلمية، وشراكاتها الوطنية والدولية.
وأكد الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي والعلاقات الخارجية، في كلمة له، أن البحث العلمي يشكّل حجر الزاوية في المشروع الأكاديمي للجامعة، مشيرًا إلى أن الجامعة أنفقت منذ تأسيسها أكثر من (85) مليون ريال عُماني على البحث العلمي، وأسهمت في نشر آلاف البحوث العلمية، وتسجيل (57) براءة اختراع، من بينها (27) براءة اختراع خلال عام واحد، تحوّل بعضها إلى نماذج ومنتجات، فيما لا يزال بعضها قيد الاختبار.
وأضاف: "مما يبعث على الاعتزاز كذلك أن يدرج العشرات من باحثي الجامعة، وعلى مدى خمس سنوات متتابعة، ضمن قائمة ستانفورد العالمية لأعلى ٢% من العلماء الأكثر استشهادا بأبحاثهم عالميا، فلا غرابة إذن أن تتصدر الجامعة التصنيفات الأكاديمية محليا، وتنافس فيها إقليميا، ولا ريب أن البدايات المتواضعة هي مقدمات لنهايات عظيمة، وهي أساس قانون الوجود نفسه، وهو ذات القانون الذي ينطبق على عالم التعليم والبحث والمال والأعمال".
وأكد الحراصي أن جامعة نزوى جعلت من البحث العلمي حجر الزاوية في مشروعها الأكاديمي، فأسست منظومتها على رؤية استراتيجية محكمة، دعمتها بقرارات واقعية، وممكنات مالية، واستثمار طويل الأمد في العقول؛ ودعمت مشاريع الطلاب في كلياتها، وأنشأت الكراسي والمراكز البحثية المجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات في المجالات ذات الأولوية الوطنية والامتداد العالمي، وتفردت في استقطاب الباحث المتفرغ، وتمكينه من العمل في بيئة علمية محفزة".
وقال الدكتور الحراصي: "الجهود التي بذلتها الجامعة أثمرت في نشر أكثر من 4330 بحثا علميا محكما، بعدد استشهادات تجاوزت 100 ألف استشهاد، وبمعدل يقارب 25 استشهادا لكل بحث منشور، وهو رقم يكشف عن جودة المحتوى، لا مجرد كثافته، كما بلغ عدد الكتب وفصول الكتب المنشورة باسم باحثي الجامعة 485 كتابا وفصلا، فيما سجلت 57 براءة اختراع، بالإضافة إلى تمويل حضور ومشاركة في أكثر من 2260 مؤتمرا علميا داخل سلطنة عُمان وخارجها".
وشهد الحفل تدشين كرسي تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهو الأول من نوعه في سلطنة عُمان، في خطوة تهدف إلى دعم البحث العلمي التطبيقي، وتعزيز توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والابتكار، بما يواكب مستهدفات التنمية المستدامة ورؤية "عُمان 2040".
وجرى تدشين النسخة السادسة من التقرير الوطني للمرصد العالمي لريادة الأعمال (2024–2025)، الذي أعدّه مركز ريادة الأعمال بالجامعة بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مستعرضًا واقع النشاط الريادي في السلطنة والتحديات والفرص المرتبطة به. كما تضمّن البرنامج عرض عدد من البحوث العلمية، إلى جانب توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات البحثية بين جامعة نزوى وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، في مجالات البيئة، والطاقة، والتعدين، والتقنيات الرقمية، والصناعات الدوائية.
وشهد الحفل تكريم عدد من الباحثين، من بينهم أكاديميون أُدرجوا ضمن قائمة ستانفورد لأفضل (2%) من العلماء الأكثر استشهادًا عالميًا لعام 2025، إضافة إلى الفائزين بجائزة أفضل ملصق بحثي، بالإضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات والعقود البحثية التي تجسد روح التعاون والتكامل بين الجامعة والمؤسسات المختلفة، إذ وقعها نيابة عن الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، مع ممثلي المؤسسات والشركات.
وقام معاليه بجولة في المعرض المصاحب، الذي ضمّ 100 ملصق بحثي وأكثر من 20 براءة اختراع، عكست تنوّع المشاريع البحثية والابتكارية التي تنفذها كليات الجامعة ومراكزها المختلفة. كما شهد الحفل تدشين فيلم وثائقي يوثق الحياة الفطرية في محافظة ظفار، وفيلم تعريفي جديد يستعرض أبرز مؤشرات وإنجازات جامعة نزوى الأكاديمية والبحثية.
