نزوى- ناصر العبري
اطلع وفد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة المحافظين، ورئيسي بلديتي مسقط وظفار، وأصحاب السعادة الولاة وعدد من المسؤولين، على عدد من المشاريع التنموية والاستراتيجية في ولايات نزوى والحمراء وبهلاء، وذلك ضمن برنامج اليوم الثاني من "اللقاء الدوري الرابع للمحافظين".
وهدفت الزيارة إلى الوقوف على التجارب التنموية بالمحافظة، والاطلاع على مستوى التقدّم في تنفيذ المشاريع التي تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الجذب السياحي والاقتصادي.
واستهل الوفد زيارته في اليوم الثاني بمشروع حديقة نزوى العامة، أحد أبرز المشاريع الحيوية التي تنفذها محافظة الداخلية ضمن حزمة من المشاريع التنموية والتجميلية في مختلف ولاياتها، بما يتوافق مع ميزاتها النسبية وتنوعها الجغرافي، إذ بلغت نسبة الإنجاز في المشروع 88%، مع متابعة حثيثة للالتزام بالجدول الزمني المعتمد.
ومن المتوقع الانتهاء من المشروع خلال الربع الأول من عام 2026م، حيث يقام على مساحة تبلغ نحو 150 ألف متر مربع، وبتكلفة تتجاوز مليوني ريال عُماني، ويهدف إلى توفير بيئة حضرية متكاملة تجمع بين الجوانب الترفيهية والتعليمية والثقافية. ويضم المشروع بحيرة اصطناعية، ومناطق لألعاب الأطفال، ومساحات خضراء واسعة، ومقاهي ومطاعم وأكشاك، إضافة إلى مرافق رياضية، وساحة لمشاريع استثمارية، ومكتبة، وحديقة طبية تعليمية تضم نباتات علاجية تسهم في نشر الوعي الصحي لدى مختلف الفئات. ومن المؤمل أن يوفر المشروع عند اكتماله 24 فرصة استثمارية، ونحو 65 وظيفة، مع تحقيق نسبة محتوى محلي تصل إلى 50%.
كما اطلع الوفد على سير العمل في مشروع ميدان الداخلية بولاية نزوى، الذي يُعد من المشاريع التنموية الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز الخدمات والبنية الأساسية، ويجمع بين الأبعاد الاستثمارية والسياحية والترفيهية والثقافية والصحية والبيئية.
ويمتد المشروع على مساحة تقارب 145 ألف متر مربع، وبلغت نسبة الإنجاز فيه 24%، مع تحقيق نسبة محتوى محلي تصل إلى 60%. ويتضمن المشروع مرافق متكاملة تشمل ممشى للعائلات، ومسارات للدراجات الهوائية، ومساحات لممارسة الأنشطة الرياضية، إلى جانب مسارح مفتوحة، ومنطقة ألعاب، ومنطقة لعروض الليزر والهولوغرام، ومجسمات مضيئة، فضلًا عن مطاعم متنوعة، وشارع للثقافة يضم مقاهي ومكتبات وأنشطة ثقافية، وسوق للأسر المنتجة.
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار، وتوفير نحو 380 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب إتاحة 57 فرصة استثمارية.
وضمن برنامج الزيارة، قام الوفد بزيارة سوق بهلاء العريق للاطلاع على مشروع تأهيل السوق الذي يشهد تقدمًا ملحوظًا، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز 69% حتى نهاية نوفمبر الماضي، بتكلفة إجمالية تزيد على 477 ألف ريال عُماني. ويأتي المشروع في إطار الجهود الرامية إلى إحياء السوق التاريخي وتعزيز حضوره كمعلم تجاري وثقافي، من خلال تطوير بيئته العمرانية والخدمية مع الحفاظ على طابعه التراثي الأصيل.
وتشمل الأعمال إعادة تأهيل الواجهات والمحلات، وتبليط الأرضيات بالحجر الطبيعي، وإنشاء ممر سياحي يربط السوق مباشرة بقلعة بهلاء المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، إلى جانب توفير مرافق خدمية حديثة ومواقف للمركبات، وتحويل كابيلات الكهرباء الهوائية إلى مسارات أرضية. ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تنشيط الحركة التجارية والسياحية، ودعم الاقتصاد المحلي، وتعزيز استدامة الهوية الثقافية لولاية بهلاء.
وفي إطار دعم السياحة الثقافية والتاريخية، شمل برنامج الزيارة مسفاة العبريين، المصنّفة ضمن أجمل القرى السياحية العالمية خلال اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية في مدريد عام 2021م. وبلغت نسبة الإنجاز في تطوير المسفاة 30% حتى الآن، ويضم المشروع أكثر من 80 غرفة فندقية وبيتًا تراثيًا، إلى جانب أكثر من ستة متاحف ومعارض أثرية، ويهدف إلى تحويل القرية إلى وجهة سياحية متكاملة تجمع بين أصالة التراث وجودة الضيافة الحديثة، بما يعزز من المقومات السياحية لمحافظة الداخلية ويدعم اقتصادها المحلي.
