فيلم " الواقعة 137" يكشف هشاشة العدالة حين يصبح الجاني صاحب السلطة


مدرين المكتومية 

ضمن القائمة النهائية لبرنامج القسم الرسمي خارج المسابقة يضم القسم 15 فلمًا من بينها فلم الواقعه 137، وهو فلم مشوق، يتحدث عن تحقيق العدالة حتى وان كانت على قطاع الأمن " الشرطة "  حيث شهدت سينما الزمالك مساء لأمس عرض الفلم للمخرج الفرنسي دومينيك مول والذي تلعب بطولته النجمة ليا دراكر إلى جانب كوم بيرونيه وغوسلاجي مالاندا.
رصد الفلم الممتد لـ115 دقيقة واحدة من أكثر القضايا حساسية في المجتمع الفرنسي المعاصر إذ يتابع رحلة ضابطة الشرطة ستيفاني برتراند التي تكلف بالتحقيق في حادث عنف ارتكبته قوات الشرطة وأسفر عن إصابة مراهق يدعى غيوم جيرار بجروح بالغة خلال مظاهرات السترات الصفراء، حيث يصاب جيرار باصابات بليغه في الرأس نجم عنها ايضا اعراض جانبيه أخرى. ومع توغل ستيفاني في القضية تكشف سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبها أربعة ضباط وتتقاطع شهادات متباينة تكشف شعورا بالاستحقاق لدى المنفذين مقابل إحساس عميق بالعجز لدى الضحية وأسرته، فتحاول جاهدة ان تقدم كل الأدلة ضد المتهمين، وأدلة واضحة ومرئية ولكنها سرعان ما تحبط من تعامل الرؤساء في قطاع الشرطة معها، الأمر الذي يجعل القضية لا تأخذ المجرى الصحيح وانما يخرج المذنبين خارج السجن بسبب انهم فقط يتبعون جاهز شرطة.
ويعالج الفلم كذلك البعد العرقي عبر شهادة حاسمة تدلي بها أليسيا مادي التي تغير مسار التحقيق وتدفع ستيفاني للتشكيك في منظومتها المهنية والأخلاقية.
ويطرح العمل سؤالًا جوهريا حول قدرة المؤسسات على محاسبة أفرادها مسلطا الضوء على الفجوة بين العدالة التي يفترض أن تطبقها الدولة والواقع الذي يسمح أحيانا بالإفلات من العقاب لوجود سلطة اكبر ونفوذ أقوى.
جاء عرض الفلم وسط تفاعل لافت من جمهور المهرجان لما يحمله من معالجة إنسانية عميقة ورؤية سينمائية تمزج بين الواقعية والدراما البوليسية بعيدا عن القوالب التقليدية للأفلام الجنائية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z