الرؤية- كريم الدسوقي
تخيل أن تفتح بريدك صباحًا لتجد رسالة رسمية من أكبر مؤسسة طبية في مدينتك، تخبرك بأنك... توفيت! هذا ما حدث فعلًا لأكثر من 500 شخص في ولاية "مين" الأمريكية عندما تلقوا رسائل تعزية من مؤسسة "مين هيلث" الصحية، بسبب خلل تقني في أنظمة الكمبيوتر.
في 20 أكتوبر الماضي، أرسلت المؤسسة 531 خطابا إلكترونيا إلى أشخاص ما زالوا على قيد الحياة، لإبلاغ أسرهم بوفاتهم. الصدمة كانت مضاعفة؛ إذ لم يُدرج أي من هؤلاء كمتوفى في السجلات الطبية، لكن البرنامج الآلي الخاص بإدارة شؤون "التركات" قرر بمفرده أن يعلن "رحيلهم".
الخبر أثار موجة من التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحد المتلقين للرسالة: "الخبر صدمني.. لكنني سعيد أنني ما زلت أقرأه بنفسي!". ونشر آخرون صور الرسائل مرفقة بعبارات مثل "عاد الميت ليرد على البريد!".
المؤسسة أصدرت بيان اعتذار رسمي قالت فيه: "نحن نأسف بشدة لهذا الخطأ غير المقصود، وتم تعديل النظام فورا لضمان عدم تكرار الحادث"، وأوضحت أن المشكلة نتجت عن "خلل برمجي في النظام المسؤول عن رسائل الموردين المتعلقة بإدارة شؤون المتوفين".
"مين هيلث"، التي توظف أكثر من 20 ألف شخص وتدير 9 مستشفيات كبرى في ولايتي مين ونيوهامبشر، واجهت انتقادات حول الاعتماد المفرط على الأنظمة المؤتمتة دون رقابة بشرية دقيقة، والطريف أن بعض المتلقين قرروا الاحتفاظ بالرسالة "كتذكار من المستقبل"، بينما استخدمها آخرون كذريعة لأخذ إجازة من العمل!
الواقعة، رغم طرافتها، تطرح سؤالا جادًا عن حدود التقنية وثمن الخطأ عندما يصبح "الذكاء الاصطناعي" سببا في إعلان وفاة الأحياء.
