وعد بلفور.. خطيئة بريطانيا التي شرعنت انتزاع الحق الفلسطيني

 

 

◄ بريطانيا قدمت الدعم الكامل لليهود لتأسيس وطن لهم على أرض فلسطين

◄ لندن حشدت اليهود المشتتين في كل دول العالم خلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين

كيان الاحتلال قام على أنقاض دولة فلسطين ونفى مئات الآلاف من الفلسطينيين

تحقق مراد الحركة الصهيونية بإعلان "دولة إسرائيل" في عام 1948

الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين لا يلغي مسؤوليتها عن الوعد

"حشد": "وعد بلفور" هو أساس النكبة المستمرة.. والإبادة في غزة امتداد لجريمة بريطانيا

◄ الفلسطينيون يؤكدون مواصلة النضال المشروع لتحرير أراضيهم وعودة اللاجئين

فصائل المقاومة: "وعد بلفور" بوابة الإجرام والإبادة الصهيونية

التأكيد على التمسك بكافة أشكال المقاومة لإنهاء الاحتلال

 

 

الرؤية- غرفة الأخبار

قبل 108 أعوام، كانت الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها بريطانيا ممثلة في "وعد بلفور" والذي مهّد الطريق للحركة الصهيونية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وطرد الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم وتكوين عصابات من المستوطنين لمهاجمة أصحاب الأرض.

ففي الثاني من نوفمبر من عام 1917، بعث وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور، رسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، عُرفت فيما بعد باسم "وعد بلفور".

وجاء في نص الرسالة، إن "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية". وتزامن الوعد مع احتلال بريطانيا لكامل أراضي فلسطين التاريخية خلال الحرب العالمية الأولى.

وبعد مرور عام، أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتها عليه، لتتبعها موافقة أمريكية رسمية عام 1919، ثم لحقت اليابان بالركب في ذات العام. وخلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين (1917- 1948)، عملت لندن على استجلاب اليهود من كافة دول العالم، وتنظيمهم وتقديم الدعم لهم لتأسيس دولة إسرائيل.

وكان هذا الوعد "المشؤوم" بمثابة جريمة وخطيئة ارتكبتها بريطانيا بحق الفلسطينيين، لأنها مكنت الحركة الصهيونية من الاستيلاء على فلسطيني والتوسع في السيطرة على معظم الأراضي، حتى باتت إسرائيل مصدر زعزعة الاستقرار بالمنطقة، وتهدد السلام والأمن الدوليين.

ومنذ ذلك الوقت، بدأت الممارسات الإجرامية للعصابات الصهيونية بتهجير الفلسطينيين حتى تحقق مرادهم بإعلان دولة إسرائيل في عام 1948 على أنقاض دولة فلسطين، ليجد مئات الآلاف من الفلسطينيين أنفسهم لاجئين في المنافي والمخيمات.

وبعد عقودٍ من سياسات التهجير والمجازر ومصادرة الأراضي، تحقق مضمون الوعد بقيام الكيان الصهيوني عام 1948 على أنقاض دولة فلسطين، و500 قرية وبلدة فلسطينية دمّرت بالكامل، وشرد مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين في المنافي والمخيمات، حتى يومنا هذا.

وقالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، إن مرور 108 أعوام على وعد بلفور المشؤوم يمثل استمرارًا للظلم التاريخي بحق الفلسطينيين، وتجلياته الأكثر فظاعة اليوم في الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

وأضافت "حشد"- في بيانٍ لها بمناسبة الذكرى الـ 108 لوعد بلفور- أن الوعد شكل الأساس للنكبة المستمرة وفتح الطريق أمام قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على أنقاض الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني، متسبّبًا في تهجير الملايين وارتكاب أبشع جرائم ضد الإنسانية.

وأوضحت الهيئة، أن ما يجري في غزة منذ أكثر من عامين هو امتداد مباشر لجريمة وعد بلفور، نتيجة الحصانة السياسية والقانونية للاحتلال الإسرائيلي وانحياز بعض القوى الغربية للمشروع الصهيوني، رغم الأدلة الواضحة على ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب.

وأكدت أن الاعتراف البريطاني الأخير بدولة فلسطين لا يُلغي مسؤوليتها التاريخية والقانونية عن الوعد، داعية إلى اعتذار رسمي وتعويض شامل للشعب الفلسطيني ووقف الدعم العسكري والسياسي للاحتلال فورًا.

ودعت الهيئة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تفعيل قرارات الشرعية الدولية، وتقديم حماية عاجلة للمدنيين في غزة، وتسريع التحقيقات في جرائم الحرب والإبادة الجماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وإنهاء الإفلات من العقاب.

بدورها، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، الأحد، أن وعد بلفور المشؤوم كان بمثابة "بوابة الظلم والإجرام والإرهاب والإبادة الصهيونية" بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

وشددت الفصائل في بيان مشترك على أن وعد بلفور سيظل "جرحا مفتوحا وجريمة لا يمكن أن تُغتفر أو تسقط بالتقادم"، وأن محاولات التطبيع وشرعنة وجود الكيان الصهيوني لن تنجح، لأن اغتصابه للأرض هو "جريمة تاريخية كبرى".

وأكد البيان ثوابت الشعب الفلسطيني وضرورات المرحلة الراهنة واستمراره في صموده وثباته، مؤكدة أنه سيتم "التصدي لكل المؤامرات والمخططات الصهيوأمريكية" التي تهدف إلى اقتلاعه من أرضه، ولن يتنازل عن "ذرة تراب واحدة".

وأكدت الفصائل أن الوحدة الوطنية هي "الطريق الأمثل لتحرير فلسطين"، ويجب تحقيقها على أساس الشراكة الوطنية والهدف المشترك والمقاومة المشتركة. وشددت على أن الشعب سيبقى متمسكا بالمقاومة وبكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة المسلحة "حتى دحر العدو والعدوان الصهيوني".

وانتقد البيان بشدة القوى الدولية التي أسهمت بوعد بلفور وتشارك حاليا في دعم إسرائيل، ووصفتها بـ"قوى الظلم والطغيان" التي "تشارك بحماية الكيان الصهيوني وقادته من الملاحقة والمحاسبة، وتمده بالسلاح والصواريخ التي يقتل بها المدنيين".

 

واتهمت الفصائل هذه القوى بـ"التجرد من الإنسانية" و"التواطؤ الغربي الأمريكي وبشراكة تامة في حرب الإبادة والمحرقة الصهيونية".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة