متى يتطور التعليم؟

 

 

خالد بن سالم السيابي

 

في الصباح الباكر من كل يوم يستعد آلاف الطلبة للذهاب لمدارسهم في المُقابل يتجه الطلبة الآخرون للجامعات والكليات بحثا عن التعليم في مختلف أنواعه، وأوجهه، ومساراته، ولكن ظل نظام التعليم هو ذاته منذ عشرات السنين فمتى يتطور؟

وعلى امتداد العالم الواسع ثورات كبيرة في المعرفة، والتقنية، والاكتشاف وغيرها، وكل لحظة من عمرنا ينتقل العالم بصورة مخيفة في تطور كبير ليس له حدود، وأفكار نظنها محضا من الخيال لكنها واقعنا المعاصر، فيما بقينا نحن على نفس نمط التعليم، ونفس نماذج الدروس، وحتى وإن اجتهد المعلمون في تغيير الاستراتيجيات لكن المحور الأساسي من المنظومة التعليمية لم يتغير بعد.

تطورات يشهدها العالم المعاصر من ثورة المعرفة، وتطور لغة العصر بدأ من الروبوت إلى تدخل الذكاء الاصطناعي بصورته المخيفة في طمس معالم المعرفة القديمة ليقول لنا بالصوت والصورة آن للتعليم أن يتغير معنا فكراسات المدرسة وأقلام المُعلمين وحتى السبورات التفاعلية أصبحت لا تُلبي طموحات الطلبة ولا حتى المُعلمين أنفسهم فمتى سيتجدَّد نهج التعليم ليواكب تطورات العالم؟

مما لا شك فيه إن اجتهادات المسؤولين كبيرة؛ ولكن يجب أن يدركوا أن لغة العالم اختلفت ومسارات التعليم تغيرت، وتسارع الأنظمة في تطور كبير وخطير فكيف بمناهج مرت عليها السنوات أن تتكيف مع واقع اليوم؟ وكيف للمعرفة الحديثة أن يواكب فيها المعلم دروسا قديمة؟ حتى من خلال المسارات الجامعية يجب أن تأخذ التخصصات بتغييرٍ جذري ليلامس شغف العالم، وتطلعات التقدم.

إنًّ النظام التعليمي كما هو ملاحظ ظل ثابتاً بأفكاره، ونظامه، وطرق تحصيله منذ سنوات طويلة رغم الاجتهادات فالطالب ما زال يذاكر بنفس النمط من سنوات وما زال يختبر بنفس الكيفية منذ سنوات، ولكن نحن اليوم ندعو من يخطط ويبتكر إن المستقبل القريب أصبح العالم المعرفي يدعوكم للتغيير معه حتى من خلال الأنظمة التعليمية، وطرق المذاكرة، والدروس، والغرف الصفية، والمبنى المدرسي ليواكب التقدم الكبير ويلامس شغاف الطلبة ليتعلم بطرق مريحة، وأفكار جذابة تلامس واقعه المعرفي خارج حدود المدرسة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة