دراسة أكاديمية تسلط الضوء على نهج السلطان قابوس في قيادة التغيير

 

 

مسقط- الرؤية

قدّمت الباحثة شيخة بنت عمر بن ناصر الخروصية طالبة الماجستير بالجامعة العربية المفتوحة، دراسة أكاديمية بعنوان: "مرتكزات نهج السلطان قابوس في قيادة التغيير في سلطنة عُمان: دراسة سردية تحليلية"، تحت إشراف الدكتور حمد بن هلال اليحمدي (المشرف الرئيس) والدكتورة موزة بنت علي الشيادية (المشرف المساعد).

وتهدف الدراسة إلى استكشاف النهج القيادي للسلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في إحداث التحول الوطني الشامل الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، وأسّس لبناء دولة حديثة مستقرة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

واعتمدت الباحثة على تحليل الخطابات الرسمية والوثائق التاريخية والمراسيم السلطانية والتسجيلات المصورة إلى جانب الدراسات الأكاديمية، باستخدام المنهج النوعي السردي، ما مكّن من قراءة التجربة القيادية في سياقاتها الثقافية والاجتماعية.

وأظهرت نتائج الدراسة أن السلطان قابوس اتبع نهجًا استراتيجيًا شاملًا يقوم على رؤية علمية واضحة، أوجد شعورًا جمعيًا بضرورة التغيير، ووظّف أدوات الاتصال السياسي والدبلوماسي لترسيخ رؤيته، مع تبنّي سياسات تدريجية في التنمية وتوجيه الموارد نحو بناء بنية أساسية مستدامة.

وأكدت الدراسة أهمية تبنّي رؤية استراتيجية تضع القطاع التربوي في صدارة الأولويات، وتطوير السياسات التعليمية لمواكبة التحولات الرقمية وسوق العمل، إلى جانب الاستثمار في الكفاءات الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني عبر التعليم والإعلام والمبادرات المجتمعية.

وشددت التوصيات على ضرورة تحويل تجربة السلطان قابوس إلى إطار مؤسسي متكامل يضمن استدامة الإنجاز، مع تكامل السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، وتخصيص الموارد اللازمة، ووضع مؤشرات أداء لقياس فعالية هذا التكامل. كما دعت إلى إدراج تجربة السلطان القيادية في المناهج الدراسية، وتعزيز الشورى الرقمية، وتمكين الشباب عبر برامج الابتكار والتدريب.

وخلصت الدراسة إلى أن التجربة العُمانية في عهد السلطان قابوس تمثل نموذجًا عربيًا فريدًا في قيادة التغيير يجمع بين الرؤية البعيدة والأبعاد الوطنية والدولية، ويرتكز على الاستثمار في الإنسان كأولوية للتنمية المستدامة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة