عواصم - الوكالات
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مرحلة جديدة، وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"المرحلة الحاسمة"، بينما أطلق عليها القادة العسكريون "العملية الأساسية". الهدف المعلن هو السيطرة على مدينة غزة، تحرير الأسرى، وإنهاء ما تبقى من قدرات "حماس". لكن خلف هذا الهدف تقف غايات أعمق، أبرزها عزل شمال القطاع وتهيئته للاستيطان، ودفع عملية التهجير القسري للفلسطينيين خطوة إلى الأمام.
غير أن الواقع الميداني والسياسي يكشف عن عقبات كبيرة تجعل احتلال غزة بالكامل مهمة شبه مستحيلة، للأسباب الآتية:
1. تراجع الروح المعنوية للجنود
المقاومة الفلسطينية أظهرت قدرة قتالية عالية وبسالة أربكت الخطط الإسرائيلية.
الفجوة بين وعود القادة وواقع الميدان أدت إلى تآكل ثقة الجنود بقدرتهم على الحسم.
2. صعوبة حرب المدن
دخول غزة يعني مواجهة حرب شوارع مع مقاومة تعتمد تكتيكات "العصابات" وتستفيد من شبكة الأنفاق.
على الجيش خوض معركة "من شارع إلى شارع" في بيئة حضرية كثيفة السكان، وهو ما يرهق حتى أكبر الجيوش النظامية.
3. الخسائر البشرية الكبيرة
تقرير وزارة الدفاع الإسرائيلية (صحيفة معاريف) أشار إلى إصابة 20 ألف جندي منذ بداية الحرب، بخلاف أعداد القتلى غير المعلنة.
هذه الخسائر تشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا على الجنود والقادة.
4. تآكل الشرعية الدولية
في الاجتياح الأول روّجت إسرائيل لكونها في "موقف دفاعي".
اليوم، تُتهم بارتكاب إبادة جماعية، وتواجه مظاهرات عارمة في الغرب، وإعادة نظر عالمية في السردية الإسرائيلية.
انعكس ذلك على خسائر اقتصادية (إلغاء صفقات سلاح، وقف واردات، تراجع التعاطف الدولي).
5. مأزق سياسي داخلي وخارجي
الحكومة تعاني من ضيق الوقت والتخبط في تحديد أهداف وجدول زمني للمعركة.
خطاب نتنياهو التعبوي حول "المعركة الحاسمة" يتكرر دون تحقيق نتائج ملموسة.
الاستنزاف المستمر يضعف إسرائيل استراتيجيًا رغم تصعيدها العسكري.
6. المعارضة الداخلية المتنامية
أصوات بارزة في إسرائيل (إيهود باراك، إيهود أولمرت، قادة عسكريون سابقون) تحذر من "الغرق في وحل غزة".
الرأي العام الإسرائيلي أكثر انقسامًا من السابق، مع رفض متصاعد لاستمرار الحرب.