مسقط – الرؤية
ترى دوائر تحليلية أن إسرائيل تخشى إقامة دولة فلسطينية مستقلة لما قد يترتب عليها من تداعيات تمس أمنها ومشروعها الاستيطاني والبعد الأيديولوجي الذي قامت عليه، الأمر الذي يدفعها إلى إطالة أمد المفاوضات وفرض حلول مؤقتة تُبقي الفلسطينيين بلا دولة حقيقية.
وأشارت التقارير إلى أن المخاوف الإسرائيلية تتوزع على عدة محاور؛ أبرزها:
1. الاعتبارات الأمنية
ترى إسرائيل أن قيام دولة فلسطينية مستقلة سيجعلها تواجه حدودًا مباشرة مع كيان يمتلك سيادة وسلاحًا وجيشًا، ما قد يُضعف قدرتها على فرض سيطرتها الأمنية.
التخوف من أن تتحول هذه الدولة إلى قاعدة لقوى مقاومة أو فصائل مسلحة قد تهدد العمق الإسرائيلي بالصواريخ أو العمليات.
2. الهاجس الديموغرافي
إسرائيل تضع في حسبانها "الخطر الديموغرافي"، إذ إن الفلسطينيين يشكلون نسبة سكانية كبيرة ومتنامية بين البحر والنهر.
إقامة دولة فلسطينية قد تقضي على مشاريع إسرائيل في "تهويد الأرض" وضمان أغلبية يهودية، خاصة في القدس والضفة الغربية.
3. الأبعاد الجيوسياسية
إسرائيل تخشى أن تعطي الدولة الفلسطينية دفعة للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، ما يضعها في مواجهة ضغوط قانونية وسياسية (محاكم دولية، عقوبات محتملة).
دولة فلسطينية قد تتحالف مع دول إقليمية معادية لإسرائيل، ما يعزز "طوق العزلة" حولها.
4. البعد الأيديولوجي – الديني
الفكر الصهيوني يقوم على أن "أرض إسرائيل الكاملة" (من النيل إلى الفرات أو على الأقل كل فلسطين التاريخية) ملك للشعب اليهودي.
القبول بدولة فلسطينية يعني التخلي عن جزء من "الوعد التوراتي" الذي يتمسك به التيار الديني والقومي المتطرف في إسرائيل.
5. المستوطنات
وجود مئات آلاف المستوطنين في الضفة الغربية يجعل أي انسحاب إسرائيلي لإقامة دولة فلسطينية تهديدًا مباشرًا لمشروع الاستيطان.
تفكيك المستوطنات يعني مواجهة داخلية إسرائيلية عميقة بين الحكومة والمستوطنين والتيارات اليمينية.
6. فقدان السيطرة الكاملة
إسرائيل اليوم تتحكم بالحدود والمعابر والموارد (المياه، الأراضي الزراعية، المجال الجوي).
إقامة دولة فلسطينية مستقلة يعني خسارة هذه السيطرة، ما يُضعف نفوذها ويحدّ من قدرتها على ابتزاز الفلسطينيين سياسيًا واقتصاديًا.
وتؤكد التقارير أن إسرائيل تنظر إلى الدولة الفلسطينية باعتبارها تهديدا شاملا لأمنها ومشروعها الاستيطاني وهويتها الأيديولوجية، لذلك تواصل سياسة المماطلة وتكريس حلول مؤقتة تمنع الفلسطينيين من تحقيق دولتهم المستقلة.