فلسفة كيروش تتجلى في أداء اللاعبين والاعتماد على "المرتدات السريعة"

بعد العرض القوي أمام أوزبكستان.. "وسط آسيا" محطة إعداد قارية لـ"الأحمر" قبل "ملحق المونديال"

 

الرؤية- أحمد السلماني

 

نجح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في تقديم عرض قوي في افتتاح مشواره ببطولة اتحاد وسط آسيا، حين خرج متعادلًا 1-1 أمام منتخب أوزبكستان المستضيف وصاحب التصنيف 55 عالميًا والمتأهل لكأس العالم المُقبلة، في نتيجة حملت دلالات فنية إيجابية وأعطت انطباعًا مطمئنًا عن جاهزية "الأحمر" للاستحقاقات الأهم في أكتوبر المقبل.

وتدّرب منتخبنا صباح الأحد باللاعبين الذين لم يلعبوا المباراة وجرت تمارين الاستشفاء لمن لعبها مع المعد البدني للمنتخب.

من الناحية الفنية، بدا منتخبنا أكثر تنظيمًا وانضباطًا، حيث نجح في تطبيق فلسفة مدربه البرتغالي كارلوس كيروش القائمة على غلق المساحات والاعتماد على المرتدات السريعة، وهو ما مكّن الفريق من مباغتة أوزبكستان بهدف مبكر عبر ناصر الرواحي، قبل أن يفرض أصحاب الأرض إيقاعهم ويدركوا التعادل في الشوط الثاني. قوة الدفاع بقيادة ثاني الرشيدي وأحمد الكعبي وأحمد الخميسي وأمجد الحارثي والذي خرج مصابا فأدرك الأوزبك التعادل مما يدل على بناء كيروش لخط دفاع منسجم ومنظم، وحيوية خط الوسط بقيادة جميل اليحمدي وناصر الرواحي، أعطت التوازن المطلوب، فيما افتقد الخط الأمامي للنجاعة في استغلال الكثير من  الفرص، أبرزها تسديدة محمد مبارك وانفراد اليحمدي.

 

المباراة أظهرت كذلك قيمة دكة البدلاء، حيث منح دخول زاهر الأغبري والمنذر العلوي وصلاح اليحيائي حلولًا هجومية متنوعة، وكاد الأغبري أن يسجل هدف الفوز بتسديدة قوية. أما الجانب المقلق فكان في الإصابات، إذ خرج أمجد الحارثي متأثرًا بإصابة عضلية، بينما غاب عن القائمة النهائية كل من حاتم الروشدي وأرشد العلوي وخالد البريكي بداعي الإصابة أيضًا، فضلًا عن غياب بعض المحترفين خارج السلطنة الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمباراة الأولى وسيلعبون يوم غدًا الثلاثاء أمام قيرغيزستان.

 

التعادل مع أوزبكستان يفتح الباب أمام منتخبنا للتفكير بجدية في صدارة المجموعة، حيث تنتظره مواجهتان أمام قيرغيزستان يوم 2 سبتمبر وتركمانستان يوم 5 سبتمبر. الفوز في المباراتين سيضع "الأحمر" في صدارة المجموعة بشكل شبه مؤكد، بما يعني التأهل المباشر إلى النهائي، وهو سيناريو قابل للتحقق في ظل ما ظهر به المنتخب من انضباط وروح عالية، وما تملكه العناصر الحالية من خبرة كافية للتعامل مع مثل هذه المباريات.

 

ما وراء تصريحات كيروش بعد اللقاء بدا لافتًا؛ فالمدرب شدّد على أنَّ البطولة "ودية الطابع" وهدفها الأساسي هو الإعداد للمرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم، خاصة الملحق الآسيوي أمام قطر والإمارات في 8 و11 أكتوبر المقبل. تصريحاته حملت رسالة واضحة: لا يهم كثيرًا الفوز أو الخسارة في "وسط آسيا"، بقدر ما يهم بناء فريق منظم قادر على مقارعة كبار القارة. كما أن تأكيده على التدريب الصباحي للاعبين الذين لم يشاركوا أمام أوزبكستان يعكس فلسفته في الموازنة بين المنافسة والإعداد البدني والفني لجميع العناصر.

 

إجمالًا، يمكن القول إنَّ منتخبنا خرج من مواجهة الافتتاح بمكاسب عديدة، أبرزها الثقة التي اكتسبها اللاعبون، ووضوح ملامح الهوية التكتيكية تحت قيادة كيروش، إضافة إلى تأكيد جاهزيته لخوض ما يعتبر أهم مباراتين في تاريخه أمام قطر والإمارات. الطريق نحو النهائي في بطولة وسط آسيا يبدو ممكنًا، لكن الأهم أن "الأحمر" يسير في الاتجاه الصحيح نحو حلم التأهل إلى كأس العالم.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة