عملية "حي الزيتون" تُثير رعب الاحتلال من "جحيم غزة"

 

◄ المقاومة تنجح في تدمير المدرعة "نمر".. والاحتلال يتكتم على الخسائر

◄ أنباء غير مؤكدة عن أسر 4 جنود إسرائيليين

◄ وفاة 10 مُجوَّعين في 24 ساعة.. والإجمالي يرتفع إلى 323

◄ رئيسة الصليب الأحمر: إخلاء مدينة غزة مستحيل وغير آمن

◄ انقسام بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول معاقبة إسرائيل

◄ وزير خارجية أيرلندا: أطفال غزة يتضورون جوعًا.. متى تتحركون؟

 

 

 

الرؤية- غرفة الأخبار

 

فجّرت العملية الأمنية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، عاصفة من المخاوف داخل إسرائيل، بعدما أسفرت عن مقتل جندي وإصابة 11 آخرين بجروح خطيرة، إلى جانب فقدان أثر 4 آخرين يرجح أنهم وقعوا في قبضة المقاومة.

وسارع جيش الاحتلال إلى فرض حظر النشر وتشديد الرقابة العسكرية على تفاصيل ما بات يُعرف بـ"عملية الزيتون"، مكتفيا في بيانه الرسمي بالاعتراف بإصابة 7 جنود خلال هجوم مركب استهدف قوة عسكرية في الحي.

ووفق الإعلان، فقد تعرضت ناقلة الجنود المدرعة من طراز "النمر" لقصف بقذائف هاون أعقبه تفجير عبوة ناسفة، ما أسفر عن إصابة أحد الجنود بجروح متوسطة، بينما أصيب الستة الآخرون بجروح وصفت بالطفيفة.

وحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، وقع الهجوم خلال عملية نفذتها قوات من الفرقة 99 واللواء 7 في محيط حي الزيتون، إحدى أبرز بؤر المواجهة داخل مدينة غزة.

ورغم فرض الرقابة العسكرية حظر النشر حول تفاصيل ما جرى، فإن المؤشرات الأولية والتحليلات التي برزت في الإعلام الإسرائيلي كشفت عن حجم الصدمة التي أصابت المؤسسة الأمنية والعسكرية، ودفعت الخبراء إلى الحديث عن نقطة تحول قد تغير مسار الحرب برمتها.

من جهة ثانية، وبينما يُصعِّد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري حول مدينة غزة، منهيًا توقفًا مؤقتًا لإطلاق النار كان يسمح بتسليم المساعدات، حذرت ميريانا سبولياريتش رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، من أنه سيكون من المستحيل الحفاظ على سلامة الناس خلال عملية إخلاء جماعي لمدينة غزة.

ويتعمَّد الاحتلال الإسرائيلي مواصلة خطته لاحتلال قطاع غزة بالكامل، بدءًا من مدينة غزة، بعد نحو 23 شهرًا من شن عدوانه الإرهابي على القطاع، فيما يتصاعد الغضب العالمي بسبب جرائم التجويع التي تنفذها إسرائيل في القطاع الذي تحاصره من كل اتجاه. وقالت سبولياريتش في بيان "يستحيل تنفيذ إخلاء جماعي لمدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية". وأضافت أن الإخلاء سيؤدي إلى نزوح جماعي للسكان لا يمكن لأي منطقة أخرى في قطاع غزة استيعابه، وسط النقص الحاد في الغذاء والمأوى والإمدادات الطبية. وقالت سبولياريتش إن عددا كبيرا من سكان مدينة غزة لن يتمكنوا من تنفيذ أوامر الإخلاء بسبب الجوع أو المرض أو الإصابة.

ويُلزم القانون الدولي الإنساني إسرائيل- بصفتها سلطة احتلال- بضمان حصول المدنيين على المأوى والأمان والتغذية عند إصدار أوامر الإخلاء. وقالت سبولياريتش "لا يمكن تلبية هذه الشروط حاليا في غزة. وهذا يجعل أي عملية إخلاء غير قابلة للتنفيذ، بل ومستحيلة في ظل الظروف الحالية".

من جهة ثانية، انقسم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس السبت بشدة حول الحرب في قطاع غزة؛ إذ دعا البعض إلى ممارسة التكتل ضغوطًا اقتصادية قوية على إسرائيل بينما أوضح آخرون أنهم غير مستعدين للذهاب إلى هذا الحد.

وقالت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لدى وصولها لحضور اجتماع مع الوزراء في العاصمة الدنمركية كوبنهاجن "إننا منقسمون حول هذه القضية... إذا لم يكن لدينا صوت موحد... حول هذا الموضوع، فلن يكون لنا صوت على الساحة العالمية. لذلك فإنها بالتأكيد معضلة كبيرة". وأضافت كالاس أنها "ليست متفائلة كثيرا" بأن الوزراء يمكن أن يتفقوا حتى على اقتراح وصفته بأنه متساهل- لأنه أقل صرامة من الخيارات الأخرى- والذي يقضي بالحد من وصول إسرائيل إلى برنامج لتمويل الأبحاث تابع للاتحاد الأوروبي.

وتنتقد حكومات عديدة بالاتحاد الأوروبي أفعال إسرائيل في الحرب، خاصة فيما يتعلق بقتل المدنيين والقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. لكنها لم تتمكن من الاتفاق على إجراءات سياسية أو اقتصادية مؤثرة من التكتل. ودعت دول، مثل أيرلندا وإسبانيا والسويد وهولندا، إلى تعليق اتفاقية التجارة الحرة للاتحاد الأوروبي مع إسرائيل. لكن الحلفاء التقليديين لإسرائيل، مثل ألمانيا والمجر وجمهورية التشيك، رفضوا اتخاذ مثل هذه الخطوة. وقال وزير الخارجية الأيرلندي سايمون هاريس "إذا لم يتصرف الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي الآن ويفرض عقوبات على إسرائيل، فمتى سيفعل؟ ما الذي يمكن أن يتطلبه الأمر أكثر من ذلك؟ إن الأطفال يتضورون جوعا".

وتصاعدت حدة الهجوم على مدينة غزة تدريجيًا خلال الأسبوع المنصرم، وقالت إسرائيل إن على المدنيين المغادرة إلى جنوب القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش يعمل "في هذه الأثناء بقوة شديدة في مشارف مدينة (غزة). نحن سنعمق ضرباتنا ولن نتردد حتى نعيد جميع المختطفين وتفكك حماس عسكريا وسلطويا".

وأعلنت إسرائيل عن توقف تكتيكي لإطلاق النار لمدة 10 ساعات يوميا في أنحاء القطاع وفتح ممرات مساعدات جديدة في أواخر يوليو، بعد القيود الشديدة التي دامت لشهور على عمليات تسليم المساعدات الإنسانية إذ أثارت صور الأطفال المصابين بالهزال انتقادات دولية.

وفي الأسبوع الماضي، ذكر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أنه رصد ظروف المجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها. ورفضت إسرائيل هذا الاستنتاج.

وأعلنت وزارة الصحة في القطاع وفاة 10 أشخاص نتيجة التجويع وسوء التغذية، منهم 3 أطفال، خلال الساعات الـ24 الماضية. وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا التجويع ارتفع إلى 323، بينهم 120 طفلا.

وتواصل أمس القصف الإسرائيلي على مختلف أنحاء قطاع غزة. وقالت مصادر في مستشفيات القطاع إن 50 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر أمس، بينهم 26 بمدينة غزة.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة