طلال المعمري 

@TalalAlmamari2

تظل مسابقات الفرق الرياضية الأهلية في ولايات محافظة جنوب الباطنة عنوانًا للحماس والانتماء، وشاهدًا على شغف جماهيري متجذر لا يهدأ. لكن السؤال الذي يستحق أن نطرحه اليوم: هل يمكن أن يكون المجمع الرياضي بولاية الرستاق هو المسرح الكبير لختام بطولاتنا الكروية والرياضية؟

المجمع الرياضي بالرستاق ليس مجرد منشأة رياضية عادية؛ بل هو فضاء متكامل يجمع بين الحداثة والسعة والجاذبية، مكان يليق باللاعب والمدرب والإداري، والأهم أنه يحتضن الآلاف من الجماهير العاشقة لكرة القدم والرياضة عامة.

وخلال المواسم الماضية، لمسنا بوضوح حجم الحضور الجماهيري الكبير في نهائيات مسابقات الفرق الأهلية، وهو حضور يبرهن على أن الرياضة ليست منافسة فحسب، بل هي ملتقى اجتماعي وثقافي يعزز الروابط المجتمعية. من هنا تبرز الفكرة: لماذا لا تكون نهائيات البطولات، وخاصة مسابقات النخبة لكرة القدم، على أرض استاد المجمع الرياضي بالرستاق؟

إن نقل النهائيات إلى المجمع الرياضي سيمنح المسابقات زخمًا جماهيريًا استثنائيًا يعكس الشغف الرياضي المتأصل، وسيوفر عوائد مادية أفضل للفرق الأهلية والأندية من خلال الدعم والحضور الكبير، كما سيبرز قيمة العمل المؤسسي والتكامل بين الأندية واللجان الشبابية والفرق الأهلية تحت إشراف دائرة الثقافة والرياضة والشباب. وإلى جانب ذلك، فإن مثل هذه الخطوة ستخلق فضاءً اجتماعيًا حيويًا يجمع أبناء المحافظة في تظاهرة رياضية موحدة تزيد من وهج المنافسات وتعزز مكانة الرياضة في حياة المجتمع. ومن الجدير بالذكر أن النهائيات لم تعد تقتصر على جمهور النادي الواحد، بل تجاوزت ذلك لتستقطب جماهير من مختلف ولايات المحافظة وجماهير المحافظات الأخرى، خاصة مع لوائح المسابقات التي سمحت بمشاركة لاعبين من أندية وفرق أهلية متعددة على مستوى السلطنة، مما يضاعف من قيمة هذه المباريات ويجعلها حدثًا جماهيريًا بامتياز.

إنها ليست مجرد فكرة تنظيمية؛ بل رؤية تحمل أبعادًا تنموية واجتماعية، تُسهم في تطوير الرياضة الأهلية وتعزيز مكانة الأندية، وتُشعل الحماس في مدرجات المجمع الرياضي لتصبح البطولات أكثر إشعاعًا وإثارة.

فلنفتح الباب لهذه المبادرة، ولتكن الأندية والجماهير شركاء في الدفع بها إلى الواقع، فربما يكون المجمع الرياضي بالرستاق هو المسرح الكبير الذي تنتظره بطولاتنا ليكتب فصلًا جديدًا من التألق الرياضي في محافظة جنوب الباطنة.