مسقط- الرؤية
اختتمت سلسلة صيف الدقم التي نظمتها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على مدى 4 جلسات تناولت موضوعات الذكاء الاصطناعي والأتمتة وتنمية القوى العاملة والتجارة العالمية وسلاسل الإمداد إضافة إلى الثقافة المؤسسية والرفاه الوظيفي.
وشهدت الجلسة الختامية، التي أدارتها الدكتورة عزيزة الصوافية أستاذ مساعد ورئيسة قسم الصحة النفسية بكلية التمريض في جامعة السلطان قابوس، مناقشة حول إدماج مفهوم الرفاه في بيئة العمل بوصفه جزءًا من تشغيل المؤسسات وليس ميزة إضافية.
وأوضحت الصوافية أن المؤسسات قادرة على رصد مستوى ضغط العمل ووضوح المهام ومدى شعور الموظفين بالاندماج من خلال إجراء استطلاعات دورية قصيرة، مشيرة إلى أن مشاركة نتائج هذه الاستطلاعات تساعد على تحديد أبرز التحديات واتخاذ خطوات عملية لمعالجتها. وأضافت أن تمكين المديرين المباشرين من إزالة العوائق وإعادة توزيع الأعباء بين الفرق عند الحاجة، وربط هذه الإجراءات بمؤشرات أساسية مثل بقاء الموظفين في العمل، ورفع الإنتاجية، وتعزيز السلامة، يضمن تحقيق نتائج ملموسة. وأكدت أن "الرفاه في بيئة العمل ليس ترفًا أو إضافة جانبية، بل هو جزء أساسي لتحسين الأداء من خلال قياس ما هو مهم ومعالجة مواطن الخلل".
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الاكتئاب والقلق يكلفان الاقتصاد العالمي نحو تريليون دولار أمريكي سنويًا نتيجة فقدان ما يقارب 12 مليار يوم عمل، فيما يحقق الاستثمار في الدعم النفسي عوائد ملموسة تصل إلى أربعة أضعاف قيمة الاستثمار. كما أظهرت دراسات مؤسسة "غالوب" أن الفرق عالية التفاعل تحقق أرباحًا أكبر بنسبة 23 بالمائة مع انخفاض نسب الغياب والأخطاء وهو ما ينعكس عمليًا على استقرار الخدمات وسلامة مواقع العمل وإنجاز المشاريع في وقتها.
وأكد المهندس أحمد بن علي عكعاك الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أن السلسلة حققت أهدافها المتمثلة في تحويل القضايا الكبرى إلى خطوات عملية قابلة للتطبيق من قبل الشركات العاملة بالمنطقة مضيفًا أن "الخيط المشترك في الجلسات الأربع كان بسيطًا تمثل في حلّ المشاكل الحقيقية وتتبّع الأثر وتكرار ما ينجح بما يسهم في تعزيز الأداء المؤسسي وإدارة المخاطر وبناء فرق عمل أكثر قوة".
وفي ختام السلسلة، أكّد المشاركون أنّ ما ميّز "سلسلة صيف الدقم" هو التفاعل الكبير من مختلف القطاعات العاملة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، إلى جانب حضور أصحاب الأعمال والمهتمين، وهو ما يعكس مكانة المنطقة كمنصّة رائدة للحوار المؤسسي وتبادل الخبرات العملية، ويعزّز من دورها كمختبر حي لتجربة الحلول المبتكرة التي تدعم استدامة الأعمال وترسّخ بيئة عمل أكثر تنافسية وجاذبية.