◄ الاحتلال يتعمد شن ضربة ثانية بعد دقائق من الغارة على نفس الهدف
◄ الضربة الثانية تهدف لتصفية المُسعفين والصحفيين لإتمام الإبادة ووأد الحقيقة
◄ تأكيدات إسرائيلية وشهود عيان على جريمة "الضربة المزدوجة"
◄ مصورة كندية تستقيل من "رويترز" احتجاجًا على "النهج التبريري" للوكالة لاغتيال الصحفيين
الرؤية- غرفة الأخبار
لا يتوانى جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ مخطط الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، مهما استخدم في ذلك من أساليب وإجراءات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والذين لا يُعريهما أدنى اهتمام، ومن وسائل الإبادة البشعة التي رُصدت خلال الفترة الأخيرة، أسلوب "الضربة المزدوجة"، من خلال شن غارة جوية على هدف بعينه، ثم ضرب نفس الهدف بعدها بدقائق، وقت وصول طواقم الإسعاف والمُنقذين والصحفيين، في مسعى دنيء لمنع جهود الإغاثة وإنقاذ الأرواح، علاوة على وأد الحقيقة ودفنها تحت الأنقاض.
تجلى ذلك الأسلوب الدموي في أعقاب اغتيال 5 صحفيين؛ إذ شن طيران الاحتلال الإسرائيلي ضربة مزدوجة على مستشفى ناصر بقطاع غزة، واستهدفت الضربة الأولى الطابق الرابع من المستشفى، ليهرع على إثرها المسعفون وعمال الإنقاذ والطوارئ والصحفيون جميعًا إلى مكان الحادث، لتقع الضربة الثانية والتي كانت أشد فتكًا من الأولى.
وأودت الضربة الثانية بحياة العديد من الصحفيين وعمال الطوارئ الذين كانوا في موقع الحادث، حيث استُشهد 5 صحفيين، كانوا يمثلون أبرز وسائل الإعلام الدولية التي تنقل ما يجري في غزة من عمليات إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
في سياق ذلك، أعلنت المصورة الصحفية الكندية فاليريا زينك استقالتها من العمل مع وكالة رويترز للأنباء، احتجاجًا على دور الوكالة في تعزيز دعاية إسرائيل وتبنِّي مبرراتها بقتل الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بحسب ما نشرته الصحفية عبر حسابها الخاص على منصة "إكس".
وقالت زينك التي عملت طوال 8 سنوات مراسلة مستقلة لوكالة أنباء رويترز "من المستحيل لي الحفاظ على علاقتي مع رويترز نظرًا لدورها في تبرير الاغتيال المنهجي وتمكينه لـ245 صحفيا في غزة"، منوهة إلى أن "تكرار أكاذيب إسرائيل" من قبل وسائل الإعلام الغربية، والتخلي عن مسؤوليتها الأساسية كمؤسسات صحفية، سمح بقتل عدد من الصحفيين في عامين تجاوز عدد القتلى في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحروب كوريا وفيتنام وأفغانستان ويوغوسلافيا وأوكرانيا مجتمعة.
وأوضحت الصحفية الكندية أن رويترز اختارت نشر ادعاء إسرائيل أن مراسل الجزيرة في غزة الشهيد أنس الشريف كان عميلا لحركة حماس، مشددة على أن ذلك "واحدة من أكاذيب لا حصر لها كررتها وسائل الإعلام مثل رويترز بطاعة ووقار". وأضافت زينك "إن استعداد رويترز لتكريس دعاية إسرائيل لم ينقذ مراسلها من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل"، لافتة إلى استشهاد 5 صحفيين فلسطينيين، من بينهم مصور رويترز حسام المصري، جراء استهدافين مباشرين لمجمع ناصر الطبي.
وأكدت الصحفية الاستهدافين في خان يونس بأنها "ضربة مزدوجة"، مشيرة إلى أن إسرائيل تقصف هدفًا مدنيًا مثل مدرسة أو مستشفى، وتنتظر وصول المسعفين وفرق الإنقاذ والصحفيين، ثم تضرب مرة أخرى.
وحمّلت المصورة التي عُرفت بتضامنها مع القضية الفلسطينية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية على وسائل الإعلام الغربية مسؤولية توفير المناخ المناسب لإسرائيل لارتكاب جرائمها، مستشهدة بقول الصحفي الأميركي جيريمي سكاهيل "إن كل وسائل الإعلام الكبرى، من نيويورك تايمز إلى واشنطن بوست، ومن أسوشيتد برس إلى رويترز، عملت كحزام ناقل للدعاية الإسرائيلية، وتبرئة جرائم الحرب ونزع الصفة الإنسانية عن الضحايا، والتخلي عن زملائها والتزامها المزعوم بالتغطية الصحفية الصادقة والأخلاقية".